رأي حرية: تصعيد قوات الأسد في إدلب وحماة.. جرائم مسكوت عنها

حرية برس26 فبراير 2019آخر تحديث :
حرية برس

حرية برس

كثف نظام الأسد في الأسبوعين الماضيين عمليات القصف والاستهداف الممنهج للمدنيين في مدن وبلدات وقرى محافظتي حماة وإدلب بشكل غير مسبوق منذ إبرام اتفاق “إدلب” في سوتشي، الذي توصل إليه الرئيسان التركي والروسي في 17 أيلول/سبتمبر من العام الماضي 2018، لتتحول المناطق التي من المفترض أن تكون خاضعة لنظام خفض التصعيد، إلى مناطق تشهد مجازر يومية، ذهب ضحيتها مئات المدنيين بين شهيد ومصاب، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى موجة نزوح واسعة شملت الآلاف من مدنيي هذه المناطق.

إن هذه الاعتداءات الإجرامية من قبل قوات الأسد والمليشيات المساندة له، لا تبدو مستغربة، وهي حلقة جديدة في سلسلة أفعال همجية متعمدة لطالما ارتكبها نظام الأسد في معظم المناطق التي شملتها سابقاً جميع الاتفاقيات الموقعة من قبل الدول الضامنة الثلاث (تركيا وروسيا وايران)، فيما يسمى اتفاقيات مناطق خفض التصعيد، وهي اتفاقيات لم تحترم مطلقاً من قبل النظام وحلفائه في أي من التجارب السابقة، حيث تم قصف وقتل وتهجير المدنيين من كل مناطق خفض التصعيد، في غوطة دمشق وريف حمص ودرعا، لتأتي عمليات القصف الجديدة التي تستهدف المدنيين في أرياف محافظتي حماة وإدلب، لتلاحق أهالي هذه المناطق، والنازحين إليها المدنيين والثوار الذين التجأوا إليها من إجرام عصابات الأسد من بقية مناطق سوريا.

إن ما يحدث من قصف همجي هذه الأيام هو ترجمة عسكرية عنفية صرفة للتصريحات الروسية التي تحدثت مؤخراً عن أن اتفاق “إدلب” هو تدبير مؤقت، أملته الظروف الميدانية والدولية، وأن الهدف الأساسي للسياسة الروسية هو إخضاع الشعب السوري المطالب بالحرية والديمقراطية بالحديد والنار، وتثبيت سيطرة الأسد ونظامه على ما تبقى من مناطق تخضع لسيطرة المعارضة.

إن الغطاء الذي توفره روسيا لنظام الأسد في عمليات قصف مناطق خفض التصعيد في إدلب وحماة، تكشف بوضوح تام أهداف السياسة الروسية الإجرامية بحق شعبنا الثائر، وبات لزاماً على قوى المعارضة التي عولت على الدور الروسي للجم إجرام الأسد ونظامه، والتغول الإيراني، أو صمتت عن هذا الدور الوحشي بذريعة “الواقعية السياسية”، أن تكف عن الأوهام، وتخجل من تسويق تخاذلها للسوريين، وتبرير التنازلات المجانية، التي لن ينسى الشعب السوري الثائر أسماء الفاعلين فيها.

وإننا إذ ندين صمت الدول الضامنة لاتفاق سوتشي على ما يحدث من قصف ومجازر، فإن الإدانة الأشد هي للقوى والشخصيات المعارضة التي ساهمت في خداع ومحاصرة كل حراك ثوري فاعل رافض لمسيرة التنازلات السياسية في سوتشي وأستانة، وجنيف، وغيرها من اجتماعات الخزي والعار وبيع أحلام السوريين لقوى دولية وإقليمية لا هم لها إلا تحقيق مصالحها وأطماعها في سوريا.

إن حرصنا على استمرار نظام خفض التصعيد عبر اتفاق “إدلب”، ينطلق من مبدأ الحفاظ على أرواح المدنيين ليس إلا، وإذا كانت روسيا الضامن في الاتفاق غير حريصة على تنفيذه فالأولى بالأحرار السوريين أن يكون لهم رد مزلزل على الانتهاكات الحاصلة.

إننا نهيب بكل أحرار سوريا في قوى الثورة والمعارضة أن يتحركوا بشكل فاعل، ويقفوا بحزم ضد هذا الصمت المخزي من قبل مؤسسات المعارضة السورية، والمجتمع الدولي ومنظماته السياسية والحقوقية، والدول المسماة “أصدقاء سوريا” وجامعة الدول العربية، وتنسيق كل الجهود من أجل إدانة ووقف القصف الإجرامي بحق المدنيين العزل، والدفاع عن أهداف ثورة السوريين وتطلعات الشعب السوري المطالب بإنهاء الاحتلالات لبلاده، وإنهاء نظام الاستبداد والجرائم، وإقامة دولة ديمقراطية حرة، أسوة بغيره من الشعوب الحرة التي لا تقبل احتلالاً ولا سطوة مستبد.

ولأن السوريين الأحرار هم المعنيون أولاً وأخيراً بثورتهم وأهدافها، وحماية أرواح شعبنا من القتل المتواصل والتهجير المستمر، فإننا نتوجه إلى ما تبقى من فصائل الثوار الأحرار لتكون لهم كلمتهم، موحدة قوية في وجه هذا العدوان، عبر رد عملياتي وتحرك عسكري عاجل، هدفه ردع المعتدي لا الإضرار الطائش والفوضوي بالمدنيين الخاضعين لسطوة إرهابه في مناطق سيطرته.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل