عمران الدوماني – حرية برس:
اعتقلت قوات نظام الأسد عدداً من عناصر منظمة “الدفاع المدني السوري” الذين رفضوا التهجير القسري إلى الشمال السوري المحرر، في مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، فيما زالت تحتجز آخرين في مراكز الأيواء المحيطة بالعاصمة دمشق دون معرفة مصيرهم ووضعهم حتى هذه اللحظة.
“أبو أحمد زين” أحد ناشطي مدينة “حرستا” المهجرين إلى محافظة إدلب شمال سوريا، قال لحرية برس :”إنَّ فرع الأمن العسكري التابع لقوات النظام ،في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، استدعى ستة عناصر من “الدفاع المدني السوري” أكثر مرة للتحقيق وذلك منذ ثلاثة شهور”.
وأضاف “زين”،”إنَّ التحقيق معهم كان يتم بشكل شبه أسبوعي حيث يقومون باستدعائهم وفي نفس اليوم يقومون بتركهم، وذلك على الرغم أنهم قدموا أوراقهم للجان التسوية والمصالحة التابعة لقوات النظام وتمَّ الموافقة عليها من قبلهم”
وأشار إلى أنه “منذ حوالي أسبوعين قام فرع الأمن العسكري باستدعائهم للتحقيق ومن ثمَّ تمَّ اعتقالهم منذ حينها وإلى اليوم، وتمَّ تحويلهم إلى فرع الأمن العسكري المركزي في العاصمة دمشق وسط غموض في معرفة مصيرهم”.
وذكر المصدر إنَّ الأمن العسكري كان يحقق معهم حول الغازات السامة التي كانت تستهدف مدينة “حرستا” من قبل قوات النظام وحول عمل فرق “الدفاع المدني السوري” في المدينة وإسعاف المصابين بالغازات السامة إلى المراكز الطبية”.
وفي 16 تشرين الثاني من عام 2017 استهدفت قوات النظام الأحياء السكنية في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية غاز الكلور السام مما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين بحالات اختناق بالإضافة إلى إصابة أربعة إعلاميين، وسط قصف عنيف بالغارات الجوية تعرضت له المدينة في ذاك اليوم.
وفي سياق متصل، قال “مؤيد الأحمد” أحد عناصر الدفاع المدني في مدينة “سقبا” بالغوطة الشرقية المهجرين إلى إدلب، لحرية برس :”إنَّ أحد عناصر الدفاع المدني في مركز بلدة سقبا في الغوطة الشرقية، اعتقلته قوات النظام في بداية سيطرتها على البلدة في أواخر شهر آذار من عام 2018، فيما يزال مصيره مجهولاً دون معرفة أي تفاصيل فيما إذا كان على قيد الحياة أم لا”.
وأضاف “الأحمد”،”إنّه ما يزال هناك عدد من عناصر الدفاع المدني محتجزين في مراكز الإيواء التابعة لقوات النظام في منطقة “عدرا” بمحيط دمشق، والتي قامت بافتتاحها في بداية عام 2018 بالتزامن مع العملية العسكرية على الغوطة الشرقية “.
وأشار إلى أنَّ قوات النظام أخرجت آلاف الشبان من مراكز الأيواء إلى مدن وبلدات الغوطة الشرقية فيما زالت تحتفظ بعناصر فصائل الجيش السوري الحر وعناصر الدفاع المدني دون معرفة الغاية من الاحتجاز حتى اللحظة”.
وفي بداية عام 2018 افتتح نظام الأسد مراكز أيواء في “الدوير” قرب منطقة عدرا، ومنطقة “حرجلة” قرب مدينة “الكسوة” في الغوطة الغربية، بهدف احتجاز العوائل الخارجة من الغوطة الشرقية في حين أحصى نظام الأسد خروج أكثر من 100 ألف مدني من الغوطة الشرقية إلى مراكز الأيواء في محيط العاصمة دمشق، حيث قام بإخراج النساء من المراكز وأبقى على عدد كبير من الشبان حتى هذا اليوم.
وتأسست فرق الخوذ البيضاء من متطوعين مدنيين في العام 2013، بهدف إغاثة الجرحى ومساعدة المدنيين في قصف قوات النظام على المدين في سوريا، ويبلغ عدد أفرادها أكثر من 3700 متطوع.
يذكر أن قوات الأسد ومليشياته وبدعم من طائرات العدوان الروسي شنت هجوماً عسكرياً عنيفاً على مدن وبلدات الغوطة الشرقية في بداية عام 2018، أسفرت عن سيطرتها على المنطقة بعد تدميرها وارتكاب عشرات المجازر راح ضحيتها مئات المدنيين بينهم أطفال ونساء، وتهجير أهلها نحو الشمال السوري ومراكز الإيواء.
عذراً التعليقات مغلقة