خطاب الأسد وتفجيرات إدلب.. ساعة الصفر الدموية

فريق التحرير18 فبراير 2019آخر تحديث :
شهيد مجهول الهوية حرقاً وعدد من الإصابات نتيجة القصف المدفعي الذي استهدف مدينة خان شيخون – تواصل اجتماعي

حنين السيد- حرية برس:

تسارعت الأحداث على الأرض في مدينة إدلب عقب انتهاء قمة “سوتشي” التي أكد خلالها زعماء تركيا وروسيا وإيران على ضرورة استمرار الاتفاق، إلا أن أهالي محافظة إدلب استفاقوا اليوم على قصف قوات الأسد المكثف على “معرة النعمان”، و”خان شيخون” و”كفرسجنة”، وغيرها من المدن والبلدات جنوب إدلب، ما أسفر عن وقوع عشرات الإصابات.

واستمر القصف طيلة الأيام الماضية، وخلّف 29 شهيداً مدنياً، بينهم 12 طفلاً و10 سيدات و7 رجال، ووصل عدد الجرحى إلى 129 جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال، كما بلغ عدد المناطق التي تعرضت للقصف 56 مدينة وبلدة، وحدث ذلك بالتزامن مع كلمة لرئيس النظام السوري “بشار الأسد”، أرسل من خلالها سلاماً لكل أهالي إدلب، وترجمها بصواريخ ما زالت تدك معظم مناطق ريف إدلب، تبعها انفجار مزدوج في وسط مدينة إدلب أدى إلى ارتقاء شهداء، إضافة إلى وقوع إصابات جمة بين المدنيين وعناصر الدفاع المدني، من دون معرفة الجهة التي تقف وراء هذه التفجيرات.

وأكد مدير الدفاع المدني، “مصطفى يوسف”، لحرية برس، أن “الحصيلة الأخيرة لعدد الشهداء والجرحى خلال الانفجار بلغ 17 شهيداً بينهم طفل، فضلاً عن 85 إصابة، من بينهم أحد المتطوعين في الدفاع المدني، جراء انفجار مزدوج ناجم عن سيارتين مفخختين في منطقة ’القصور’ بالقرب من ’دوارة الجرة’ في مدينة إدلب، مؤكداً على توجه فرق الدفاع المدني إلى المكان المستهدف لانتشال جثث الشهداء وإسعاف المصابين إلى النقاط الطبية، وإخماد الحرائق الناتجة عن الانفجار وتفقد المكان بشكل كامل”.

من جهته أشار مسؤول السلامة في منظمة (SRD)، “عبيدة دندوش”، لحرية برس، إلى أن منظومة الإسعاف التابعة لهم تعرضت إلى عدة إصابات خلال تفجيرات اليوم، حيث أصيب مسعفون وسائق سيارة الإسعاف، إضافة إلى عديد من الإعلاميين المتواجدين في مكان الحدث”.

ورجح أحد الناشطين في محافظة إدلب أن الهدف من القصف والتفجيرات على حد سواء هو ضغط نظام الأسد على الأهالي بموافقة روسيا وتركيا، علماً أن رد الثوار على هذا الاعتداء يحدث بموافقة تركية أيضاً، لتكون النتيجة تسليم المنطقة من جهة مناطق النظام إلى الفيلق الخامس، واستلام الدوريات التركية باقي المنطقة”.

وقال “محمد الحمال”، من سكان مدينة إدلب لحرية برس: “أعتقد أن حصيلة الشهداء في تفجيرات اليوم تؤكد على أن الجهة التي تقف وراءها تهدف إلى قتل أكبر عدد ممكن من الناس، حيث أن الانفجار الأول كان هدفه جذب الناس وتجمعهم، ليأتي الانفجار الثاني ويحصد عشرات الأرواح، وأجزم أن خطاب الأسد البارحة كان ساعة صفر للخلايا التابعة لعناصر النظام المتواجدين في داخل إدلب”.

وأضاف أن إدلب “ستشهد خلال الأيام القادمة تفجيرات مماثلة تهدف إلى خلق حالة من الفوضى والتململ بين المدنيين، بالإضافة إلى تصريحات النظام وروسيا بخصوص اقتراب شن عملية عسكرية على إدلب، وهذا يؤدي إلى إضعاف روح المقاومة والثورة الموجودة لدي معظم سكان المنطقة الأصليين والمهجرين، الذين رفضوا البقاء تحت سلطة الأسد”.

ودعا “الحمال” في حديثه “سكان إدلب والجهات الأمنية إلى توخي الحذر وتسيير دوريات بشكل سري بين المدنيين، حتى يتم القبض على هذه العصابات التابعة لنظام الأسد والقصاص منهم بشكل علني، حتى يكونوا عبرة لغيرهم”، مشيراً إلى أنهم ما زالوا مجهولين حتى اللحظة”.

وأفاد أحد عناصر الفصائل المقاتلة على الأرض، أنهم مستمرون بالرد على جرائم نظام الأسد بحق المدنيين، من خلال دكهم مناطق تابعة لسيطرة النظام في ريف حماة الشمالي، مثل منطقتي “محردة” و”السقيلبية” اللتين تعجان بالشبيحة وأعوان النظام، وذلك حتى يتوقف الاعتداء على المناطق المحررة.

وشهدت عديد من المناطق التي تتعرض لقصف قوات الأسد موجات نزوح كبيرة باتجاه مناطق المخيمات على الحدود السورية التركية، هرباً من القتل وخشية وقوع مجازر مشابهة للتي وقعت أمس.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل