“الخوذ البيضاء”: الاتهامات بانتماء بعض أعضائنا لتنظيمات متطرفة كذب وتضليل

رائد الصالح: نحن بحاجة إلى محاكمة دولية لبشار الأسد وليس إلى إعادة تأهيله

فريق التحرير17 فبراير 2019Last Update :
رائد الصالح مدير منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” – أرشيف

ميونيخ – حرية برس:

نفى رائد الصالح مدير منظمة الدفاع المدني السوري في سوريا إنتماء عدد من أعضاء المنظمة إلى تنظيمات متطرفة مثل “داعش”، مؤكداً أن أهم الأمور التي ترتكز عليها المنظمة التي يطلق عليها “الخوذ البيضاء” هي الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة في المناطق التي تعمل فيها.

وأوضح الصالح في صريحات أدلى بها إلى موقع دويتشه فيله الألماني DW، اليوم الأحد على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، المنعقد حالياً في ألمانيا، أن هذه الادعاءات ليست اتهامات، “بل عملية تضليل للرأي العام، لأن من يطلق هذه الاتهامات يعلم أن ذلك كذب”.

وأضاف الصالح: “نحن جميعنا نعلم أن من يطلق هذه الشائعات هي روسيا وحلفاؤها، سواءً كانت إيران أو النظام السوري. ما عدا ذلك لم يكن هناك اتهام للخوذ البيضاء من أي طرف كان”.

وأشار الصالح إلى أن هذه الاتهامات قد تكون أحدثت تضليلاً لدى الرأي العام الغربي وأصبحت التساؤلات تطرح بشكل أكثر من عدة أشخاص.. “قبل عام 2015 لم يكن هذا مطروحاً للنقاش على الإطلاق في أوروبا وأمريكا وكندا. حتى في أعوام 2016 و2017 كانت الأسئلة حول ذلك خفيفة”.

ونفى الصالح أن تكون هذه الاتهامات قد أثرت على تمويل المنظم’، واضاف: “الجميع يعلمون أن منظمة الخوذ البيضاء منظمة مدنية وأن متطوعيها من المدنيين السوريين الذين يقدمون خدماتهم إلى كل أطياف الشعب السوري بغض النظر عن انتماءاتهم، ولكننا عانينا في الحقيقة من صعوبات كثيرة عام 2016 بسبب هذه الاتهامات، ﻷننا تلقينا الكثير من الأسئلة وكنا جاهزين لتقديم إجابات عليها. مع نهاية عام 2018 بدأ الوضع بالتحسن ﻷن الجميع علم بحجم التصليل الذي مورس على المجتمع الغربي، سواء هجمات القراصنة في بريطانيا أو محاولات تزوير الانتخابات في فرنسا والولايات المتحدة”.

كما نفى الصالح التقاء أعضاء من المنظمة مع الوفد الروسي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، مؤكداً ان اللقائين الوحيدين مع الروس كانا في مجلس الأمن وفي اجتماع في جنيف، “وفي كليهما طالبنا الروس بتقديم أدلة مادية تدعم اتهاماتهم للخوذ البيضاء، ولكنهم لم يقدموا أي دليل”.

وعبر الصالح عن قناعته بأنه لا يمكن أن يستمر بشار الأسد في الحكم في سوريا، “ﻷنه ارتكب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا. نحن بحاجة إلى محاكمة دولية لبشار الأسد في سوريا وليس إلى إعادة تأهيله ووضعه في سدة الحكم. لذلك أقول إن الخوذ البيضاء ستعمل كل ما بوسعها من أجل تحقيق العدالة للضحايا واستعادة حقوقهم ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات ضدهم”.

وأضاف الصالح: “لا أعتقد أن الأسد سيبقى في السلطة. لا أعتقد أن ذلك ممكنا ولا أتوقع كإنسان طبيعي كيف يمكن أن يحدث مثل هذا الأمر. هل تقبل ألمانيا رئيساً ارتكب ما ارتكبه الأسد رئيساً لألمانيا؟، لا يجب أن يكون هناك فرض للخيارات بين سيء وأسوأ. توجد هناك خيارات أخرى أفضل للشعب السوري”.

وأكد الصالح على ضرورة إنهاء الأزمة في سوريا عبر حل سياسي يكون مبنياً على أسس صحيحة، “أسس العدالة والمحاسبة والمساواة. المحاسبة هي بند أساسي في الحل السياسي. هناك آلاف الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم وانتهاكات ضد حقوق الإنسان في سوريا. يجب أن يخضع هؤلاء إلى محاكمة عادلة. لدينا مئات الآلاف من الضحايا وكل واحد من هؤلاء لديه ثأره الشخصي ورغبة الانتقام ممن قتل أو دمر منزله. لذلك دون مبدأ المساءلة والمحاسبة لن نستطيع تحقيق سلام على المستوى البعيد في سوريا”.

وانتقد الصالح تراجع الدور الألماني على الساحة السورية، وقال إنه طالب في جلسة جانبية على هامش مؤتمر ميونيخ تتعلق برؤية الخارجية الألمانية للحل في سوريا، بأن تكثف ألمانيا من دورها مجدداً والضغط في مجال إعادة الإعمار، بالإضافة إلى دورها في تمويل المنظمة، معبراً أن الموقف الألماني الأخير بوقف تمويل عدة مشاريع في سوريا، منها مشاريع لمديريات الصحة في شمال سوريا، يؤثر سلباً على المدنيين ويعطي مساحة أكبر للتنظيمات المتطرفة هناك.

وأوضح الصالح أن التخوف من أن تصل أموال الدعم إلى أيدي متطرفين، “يعطي انطباعاً سلبيا لدى المواطنين أن الدول المتحضرة والمتقدمة وتلك التي تدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم تساهم بشكل فعلي في ترك مساحات للتنظيمات المتطرفة، وهذا ما حصل سابقاً في شرق سوريا وحتى في العراق”.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل