د.غادة حمدون – حرية برس:
قال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف (31).
وقديما قالوا: (في الحركة بركة وفي السكون هلكة).
وقد اتفق الأطباء على ثلاثة أركان لحياة صحية وخالية من الأمراض:
- الغذاء المتوازن.
- الرياضة والمشي.
- الحالة النفسية الجيدة والمزاج الحسن، فإذا أهملنا أحد هذه الأركان الثلاثة أو حصل في أحدها أي خلل فسيصاب الإنسان بالبدانة (OBESITY).
تعريف البدانة أو السمنة:
تشكل البدانة أزمة صحية خطيرة في العالم وهي أزمة تشهد تصاعداً في العديد من الدول الصناعية المتطورة، ففي العام 2009 – 2010 م كان 36 % من الأمريكيين والأمريكيات يصنفون في خانة البدانة، وأصبحت البدانة من المشاكل التي تؤرق الدول الكبرى وبدأت تضع لها الخطط الاستراتيجية للقضاء عليها، حيث إذا استمر الناس على هذا الشكل العشوائي في استهلاك الطعام، فمن المتوقع في عام 2030م أن يصبح عدد الذين يموتون بالبدانة أكثر من الذين يموتون بسبب المجاعات.
رغم تعدد التعريفات للبدانة، ما زال تعريف منظمة الصحة العالمية للبدانة هو الأكثر شيوعا وتقبلا، تصنف منظمة الصحة العالمية مراحل البدانة كما يلي :(حيث تستخدم مؤشر كتلة الجسم BM كمقياس للبدانة، وهو يشير إلى حاصل وزن الجسم بالكيلو غرام مقسوما على مربع الطول بالأمتار أي BM= وزن الجسم بالكيلو غرام / مربع طول الجسم بالأمتار):
- المرحلة الأولى: زيادة الوزن: الذي يتراوح مؤشر الجسم لديهم بين (25- 29,9) كيلو غرام للمتر المربع الواحد.
- المرحلة الثانية: البدانة: يتراوح مؤشر كتلة الجسم بين (30- 39,9) كيلو غرام للمتر المربع الواحد.
- المرحلة الثالثة: البدانة المفرطة: يزيد مؤشر كتلة الجسم عن 40 كيلو غرام للمتر المربع.
وهناك تعريف آخر للبدانة يعتمد على النسبة المئوية للشحم في الجسم كما يلي: بالنسبة للذكور أكثر من 25 %، وبالنسبة للنساء أكثر من 33 %، ويبرر أصحاب هذا التعريف، رأيهم أن زيادة الوزن قد تكون نتيجة زيادة الكتلة العضلية أو ضخامة الهيكل العظمي أو نتيجة احتباس السوائل في الجسم، فليس كل زيادة وزن هي بالضرورة بدانة.
أسباب البدانة:
تعد البدانة من أصعب الامراض علاجا وشفاء أو تحسنا على المدى البعيد، ويعود ذلك إلى أن ظاهرة البدانة معقدة وتتداخل فيها عوامل كثيرة منها.
- وراثية.
- نفسية وعاطفية.
- اجتماعية وتقاليد وعادات.
- اقتصادية (وفرة الطعام ووسائل المواصلات).
- عوامل بيئية (شدة البرد وشدة الحر).
- الخمول وقلة الحركة.
- تناول بعض الأدوية وبعض المشاكل الطبية.
- السن.
- الحمل والإرضاع.
- قلة النوم.
الأمراض الناتجة عن البدانة:
- ارتفاع الضغط الشرياني.
- السكري من النمط الثاني.
- ارتفاع الكوليسترول وشحوم الدم.
- نقص التروية القلبية.
- اعتلال المفاصل.
- الإعاقة النفسية والاجتماعية.
- الإصابة ببعض أنواع السرطانات كسرطان القولون والبروستات للرجال وسرطان الثدي والرحم والمبيض والقنوات الصفراوية للنساء.
- تجلط الدم.
- خثرات في الأوردة والشرايين.
- أمراض هضمية (حصى، التهاب مرئ قلسي أو ارتجاعي).
- إنتانات جلدية مختلفة (جرثومية وفطرية).
علاج البدانة:
يقال إذا عرف السبب بطل العجب، فإذا عرفنا أسباب البدانة عرفنا طرق علاجها، لذا يهدف العلاج إلى الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه، ويهدف أيضا إلى فقدان الوزن بشكل معتدل أي بين (3- 5) % من مجموع وزنك، فإذا كان وزنك 91 كيلو غرام حيث تعتبر بدينا وفقا لمؤشر كتلة الجسم فأنت بحاجة إلى أن تفقد (2,7- 4,5 )كيلو غرام فقط لكي تبدأ صحتك بالتحسن، ومع ذلك كلما ازداد فقدانك للوزن كلما زادت الفوائد على صحتك.
أهم طرق علاج البدانة:
- الحمية مع تناول الغذاء الصحي المتوازن أول مفاتيح العلاج.
- ممارسة الرياضة بشكل يومي.
- العلاج النفسي.
- العلاج الدوائي ولا يكون إلا باستشارة طبية.
- العلاج الجراحي وهو آخر الحلول في حال البدانة المفرطة عندما يكون مؤشر كتلة الجسم فوق 40 كيلوغرام للمتر المربع، وفي حال فشل الحمية أو وجود امراض مهمة تقتضي خفض الوزن.
الوقاية خير من العلاج:
- شرب (6 – 8) كؤوس من الماء يوميا للمحافظة على عمليات حرق منتظمة داخل الجسم والتخلص من الفضلات من العضلات بين الوجبات.
- استخدام زيت الزيتون وزيت الذرة بدلا من الدهون الحيوانية.
- التقليل من تناول السكر والاطعمة المقلية واللحوم الغنية بالدهون.
- تقليل استخدام الملح في الطعام يكفي ملعقة صغيرة يوميا (3 غ) لإنه يمنع إذابة الدهون.
- تناول الفطور قبل العاشرة صباحا والعشاء قبل الثامنة مساء.
- ترك مدة زمنية من (4 – 5) ساعات بين الوجبات.
- في حال الشعور بالجوع تناول الخضروات كالخس والبندورة والخيار.
- عدم تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفزيون والانترنت.
- التقليل من شرب المنبهات كالقهوة والشاي.
- الرياضة اليومية أو المشي لمدة نصف ساعة يوميا.
- تغيير نمط الحياة التي تعتمد على الوجبات الجاهزة الغنية بالسعرات الحرارية.
- لا تتناول دواء بدون وصفة طبية وخاصة الأدوية المنحفة، فكم من أشخاص فقدوا حياتهم نتيجة تناول حبة منحفة فبدل من خسارة وزنهم خسروا حياتهم.
نصيحة: حذار أن يصبح الريجيم وتناول الأدوية المنحفة هوسا لديك ولا تستعجل في إنقاص عشرات الكيلوغرامات جريا وراء تقليد المشاهير، فما خزنته في سنوات لن يزول في أيام.. تحلّ بالصبر.
ختاماً: زيادة الوزن هي نتيجة حتمية لعدم التوازن بين الطاقة المتناولة عن طريق الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم عن طريق الأنشطة البدنية فالتوازن والاعتدال في كليهما مطلوب.
عذراً التعليقات مغلقة