بقايا “داعش” إلى إدلب.. سيناريو “قسد” لخلط الأوراق

فريق التحرير12 فبراير 2019آخر تحديث :
مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في دير الزور

ياسر محمد – حرية برس

قالت وكالة الأناضول التركية للأنباء، أمس الاثنين، إن مليشيا “وحدات حماية الشعب” التابعة لما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، عرضت على عناصر تنظيم “داعش” المتحصنين في آخر جيب لهم بمحافظة دير الزور، نقلهم وعائلاتهم إلى محافظة إدلب، مقابل الإفراج عن أسراها لدى التنظيم.

وقال قيادي في “قسد” إنّ قرابة 700 عنصر مِن “تنظيم الدولة” (معظمهم مِن جنسيات غير سورية)، ما زالوا في بلدة الباغوز فوقاني (آخر معاقل التنظيم شرق دير الزور)، ويختبئون في الأنفاق وبين الأشجار الكثيفة، كما يوجد مئات مِن عناصر “التنظيم” محتجزون في مراكز أمنية تابعة لـ”قسد” بالمنطقة.

وتخوض ميلشيات “قسد” معارك تبدو الأخيرة ضد “داعش” في آخر جيب لهم شرقي سوريا، وتستعد لإعلان “النصر النهائي” على التنظيم، وهو ما أومأ إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تدعم قوات بلاده “قسد” في المنطقة، حين قال منذ أيام إنه سيعلن هزيمة “داعش” خلال أسبوع.

إلا أن سيناريو نقل العناصر المتبقين من التنظيم إلى إدلب يبدو كارثياً، ويصب في مصلحة نظام الأسد وحليفيه الروسي والإيراني الذين يسعون إلى تبرير هجوم عسكري على إدلب لإعادتها إلى سيطرة نظام الأسد، وهو ما تعترض عليه تركيا التي تصر على تمديد وضع المحافظة كمنطقة “خفض تصعيد”.

سياسيون وصحفيون رأوا في خطة “قسد” منح فرصة للنظام وحلفائه لشن عملية عسكرية ضد إدلب بذريعة سيطرة “الإرهابيين” عليها (هيئة تحرير الشام وحراس الدين والتركستان، وأخيراً داعش)!.

كما أن وجود “داعش” قريباً من الحدود التركية يهدد الأمن القومي التركي ويخلط الأوراق مجدداً، ويعرقل مساعي أنقرة لتمديد “خفض التصعيد” في إدلب، حيث من الممكن أن يدخل “التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب” على خط الضربات الجوية في المنطقة بحجة استهداف عناصر “داعش” المتبقين.

ولم يستبعد المحللون أن تكون خطوة “قسد”، إن تمت، منسقة مع نظام الأسد الذي تخوض مفاوضات معه بشأن الحكم الذاتي شرقي الفرات، كما أن إيران وروسيا يمكنهما الاستفادة من هذه الورقة للضغط على ثالث أضلاع حلف أستانة، تركيا، في المفاوضات الشاقة التي تستهدف إدلب، والتي سيتم بحث مصيرها بالتفصيل بعد يومين في الاجتماع الثلاثي الذي يضم (أردوغان وبوتين وروحاني) في سوتشي الروسية.

وتزامناً مع الحديث عن خطة “قسد”، نشطت خلية تابعة للتنظيم في مدينة الدانا بإدلب، واشتبكت يوم أمس مع قوة تابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، ما أسفر عن استشهاد طفلة برصاصة طائشة، وإلقاء القبض على عناصر خلية “داعش” السبعة.

يذكر أن “تحرير الشام” وفصائل الجيش الحر شنوا العام الماضي عمليات مكثفة لملاحقة بقايا “داعش” والخلايا النائمة لهم في إدلب، ما أدى للقبض على مئات منهم.

وفي الصدد، أرسلت فرنسا إشارة تشي بانتهاء وجود تنظيم “داعش” في دير الزور ومناطق شرقي الفرات، إذ قال السفير الفرنسي لدى موسكو، سيلفي بيرمان، لوكالة سبوتنيك الروسية اليوم الثلاثاء، إنه يجري حالياً مناقشة مسألة سحب القوات الفرنسية من سوريا، بعدما كان الرئيس إيمانويل ماكرون قال عقب قرار ترامب سحب القوات الأميركية إن قوات بلاده باقية في المنطقة حتى القضاء على “داعش” نهائياً، مؤكداً في تصريح آخر أن تلك القوات لن تنسحب حتى إقرار حل سياسي في سوريا.

الصفقة التي تسعى إليها “قسد” ولم تتأكد صحتها، تواجه جداراً تركياً عالياً وفق ما يرى محللون، فتركيا لن تسمح إطلاقاً بمزيد من القلاقل في إدلب التي تنشر فيها 12 نقطة عسكرية مدعمة، وتحرص على استدامة الهدنة فيها لحماية نحو 4 ملايين مدني فيها، وتأمين حدودها الجنوبية أيضاً.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل