ياسر محمد- حرية برس:
فشلت الجهود التي بذلتها “هيئة تحرير الشام”، وذراعها “حكومة الإنقاذ”، مؤخراً، في توحيد الصف على طريقتها، وتشكيل جسم سياسي شامل يعبر عن مكونات المحافظة، ويجنّبها مصيراً كارثياً تتوعدها به موسكو إلى جانب نظام الأسد، فيما يبدو أن الوقت ينفد أمام المحافظة التي سيُناقَش مصيرها في قمة تنعقد في “سوتشي”، يوم الرابع عشر من شباط الجاري، تجمع ضامني أستانا (تركيا وروسيا وإيران).
ورفضت الحكومة السورية المؤقتة، اليوم الإثنين، المؤتمر العام الذي انعقد أمس الأحد في إدلب، وخرج بتشكيل مجلس شورى من صلاحياته تشكيل حكومة جديدة في المحافظة، بهدف ذوبان “هيئة تحرير الشام” وذراعها “حكومة الإنقاذ” في مكونات أوسع، مع بقاء السيطرة الفعلية، فيما يبدو أنه استجابة إلى خطة تركية سُرّبَت منذ نحو أسبوعين، تقضي بدمج الهيئة والفصائل العسكرية في كيانات مدنية مقبولة داخلياً ودولياً، لتقويض ذريعة روسيا ونظام الأسد لمهاجمة إدلب بحجة سيطرة “هيئة تحرير الشام”، (الفصيل الإرهابي)، عليها.
وتزامناً مع تصريحات الحكومة المؤقتة، أكد “الجيش الوطني” الذي يضم فصائل الجيش الحر أنه لم يندمج ولن يشارك في حكومة واحدة مع “هيئة تحرير الشام”.
وقال “يوسف الحمود”، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، في تصريح خاص لحرية برس، إنه “لا صحة لما يُتداول على شبكات التواصل الاجتماعي عن تشكيل حكومة جديدة تضم (هيئة تحرير الشام) والجيش الوطني، حيث إنَّ من روج للخبر أشخاص قلائل امتطوا الثورة السورية، والجيش الوطني السوري هو الجهة الثورية الوحيدة التي ستضم كل السوريين العائدين إلى نهج الثورة”.
وأضاف الحمود: “ندعو أبنائنا السوريين كافة إلى التخلي عن “هيئة تحرير الشام”، وعدم الانجرار خلف قيادات غريبة عن البلد مثل (أبو اليقظان المصري) وأشباهه، ووضع أنفسهم تحت راية قيادات الجبهة الوطنية للتحرير”.
من جهتها؛ صعدت روسيا حملتها الإعلامية ضد إدلب منذ أسابيع، وكثفتها في الأيام الأخيرة قبيل قمة “سوتشي” التي ستبحث مصير المنطقة، وعادت وزارة الخارجية الروسية للحديث عن أن موسكو لن تسمح بوجود “محميات للإرهاب” في الأراضي السورية، معلنة أن “العملية العسكرية المحتملة في إدلب ستكون منظّمة بشكل فعال إذا تمت”.
وفي بيان غامض، أكدت وزارتا الدفاع الروسية والتركية، اليوم الإثنين، ضرورة اتخاذ تدابير حازمة لتوفير الأمن في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وجاء في البيان المشترك، عقب مباحثات ممثلي وزارتي الدفاع الروسية والتركية في أنقرة: “بغض النظر عن الاستفزازات، تم التأكيد على أهمية وضرورة مواصلة التعاون بين الاستخبارات والقوات المسلحة للدولتين من أجل تحقيق سلام واستقرار مستدام في إدلب”، من دون تقديم أي إيضاحات حول الآليات.
فيما قال المكتب الصحفي للكرملين اليوم ، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيبحث خلال قمة “سوتشي” المزمع عقدها، الخطوات المشتركة لتحقيق تسوية مستدامة للوضع في سوريا.
ويتعارض مفهوم “التسوية المستدامة” مع مفهوم مناطق “خفض التصعيد” التي تم التوصل إليها في “أستانا” وانتهى العمل في ثلاثة منها، لتبقى إدلب فقط، وهو اتفاق “مؤقت” بحسب الحكومة التركية، “ولا يمكن أن يكون إجراءً دائماً”، ما يعني أن إدلب وما حولها من مناطق مشمولة بهدنة “سوتشي”، تحتاج إلى قرار أو اتفاق خاص لاستدامة التسوية فيها وفق الوضع الحالي، أو وضع آخر يتوافق عليه اللاعبون الرئيسون.
عذراً التعليقات مغلقة