روسيا تلوح بالهجوم على إدلب والائتلاف يدعو إلى حماية المدنيين من القصف

فريق التحرير9 فبراير 2019آخر تحديث :
جانب من رباط عناصر الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر على جبهات المنطقة العازلة الممتدة من جبال اللاذقية إلى ريف حماة وإدلب وصولاً لريف حلب الغربي – حرية برس©

أعلنت وزارة الخارجية الروسية يوم الجمعة، أن مناطق خفض التصعيد في سوريا كانت إجراء مؤقتاً، وأنها لن تسمح بوجود ما أسمته بـ “محميات للإرهاب” في سوريا، مشيرة إلى أن موسكو ستنسق عملية عسكرية منظمة ودقيقة في إدلب، إذا ما اتخذ القرار بشن هجوم عسكري هناك.

وأوضح نائب وزير الخارجية الروسية، “سيرغي فيرشينين”، في تصريح صحفي، أن إدلب “هي آخر منظمة عاملة بين مناطق خفض التصعيد الأربع، التي أُنشأت عام 2017، وموسكو “لن تسمح بوجود محميات للإرهاب في سوريا”.

وأضاف: “لقد كتبنا منذ البداية في جميع اتفاقياتنا حول مناطق التصعيد، أن هذا تدبير مؤقت، وهو ما يعني أن لا أحد سيعترف بهذه المنطقة على هذا النحو إلى الأبد”، مؤكداً أنها “جزء لا يتجزأ من الدولة السورية، والأراضي السورية”، وتابع فيرشينين: “قلنا ذلك صراحة ومعنا الرئيس بوتين، يجب القضاء على الإرهاب، إن آجلا أم عاجلا”.

وأشار “فيرشينين” إلى أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا والوضع في إدلب سيكونان من أهم المواضيع التي ستناقش على طاولة المباحثات خلال لقاء زعماء روسيا وتركيا وإيران يوم 15 فبراير/شباط الحالي، في “سوتشي”.

وانقلبت موسكو خلال السنتين الماضيتين على جميع اتفاقات مناطق خفض التصعيد في كل من “درعا” و”حمص” و”الغوطة الشرقية” وغيرها من المناطق، وحققت سيطرة عسكرية للنظام على كل تلك المناطق، باستثناء إدلب وريف حلب، حيث كانت تركيا تدعم فصائل معارضة، ما رأى فيه البعض منعاً للنظام والروس من تحقيق نصر كاسح، لا دعماً لأخر معاقل المعارضة.

بدوره طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الأطراف الضامنة لاتفاق إدلب والموقعة عليه، وجميع أطراف المجتمع الدولي، بمتابعة الوضع على الأرض وعدم ترك المدنيين يتعرضون إلى قصف عشوائي يهدف إلى قتلهم أو تهجيرهم، محولاً القرى والبلدات والمدن إلى خراب.

وأدان الائتلاف في بيان مساء الخميس، أي هجمات أو تحركات تخالف ما اتفق عليه في سوتشي، وأكد أن المجتمع الدولي مطالب بـ”إدراك مخاطر الهجمات التصعيدية للنظام والمليشيات الإيرانية، واستيعاب أهدافها الحقيقية، والعمل على وقفها وتجنيب المنطقة عواقبها الكارثية”.

وأضاف البيان أن “العالم مطالب بعدم إضاعة المزيد من الوقت، والعمل على ممارسة الضغوط على النظام وداعميه لإجبارهم على سلوك طريق آخر يلتزم بوقف الإجرام والقصف، ويتحرك بجدية نحو العملية السياسية وفق قرارات مجلس الأمن وبيان جنيف”.

كما انتقد “استمرار الغياب الكامل للمجتمع الدولي وانقطاعه عما يجري على الأرض، وعن الواقع المأساوي الذي يتسبب به استمرار القصف العشوائي من قبل قوات النظام والمليشيات الإيرانية بتغطية روسية في خرق لاتفاق إدلب”.

وقال: “يستمر هذا الوضع وتستمر الجرائم، ويستمر استهداف المدنيين، وكأن الأمر طبيعي، وكأنه لا وجود لأي اتفاق، ولا لأي أطراف ترعاه أو يهمها استمراره”.

وكانت المجالس المحلية في بلدات “التمانعة” و”جرجناز” و”التح” قد أعلنت البلدات مناطق منكوبة، وطالبت المنظمات الإنسانية بتقديم المساعدات الفورية لدعم بلدات المنطقة بالمساعدات الطبية والإغاثية، وأحصى الناشطون استشهاد أكثر من 100 مدني في إدلب ومحيطها، بينهم أطفال ونساء بقصف قوات الأسد وحلفائه، المتواصل على مدن وبلدات إدلب، منذ دخول اتفاق “سوتشي” حيز التنفيذ في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وفي 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ونظيره الروسي “فلاديمير بوتين” في مؤتمر صحفي في منتجع “سوتشي”، اتفاقاً لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد والمناطق المحررة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في إدلب.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل