كيف أثر الاقتتال الفصائلي على قطاع الصحة في الشمال المحرر

فريق التحرير7 فبراير 2019آخر تحديث :
أحد الممرضين المتطوعين في أحد مراكز المعالجة الفيزيائية جنوب إدلب وهو يزاول عمله – عدسة: حنين السيد – حرية برس©

حنين السيد – إدلب – حرية برس:

أثر الاقتتال الفصائلي الذي وقع في الآونة الأخيرة على العديد من القطاعات في الشمال السوري، كقطاع الصحة والتعليم والخدمات والمؤسسات المدنية وبعض المدارس والجامعات ومراكز الشرطة الحرة وغيرها، حيث تم تعليق عمل غالبيتها بعد توقف دعم المنظمات الدولية عنها.

ومن أكبر القطاعات التي تأثرت بالاقتتال هو القطاع الصحي الذي يعد أكثرها تأثيراً على حياة السكان في المناطق المحررة بريف إدلب وحماة وحلب واللاذقية، مادفع كوادرها للعمل التطوعي لزاماً بعد أن كان العمل التطوعي مقتصراً على بعض الفرق التي تقوم بأنشطة بسيطة، والتي جعلت من عملها خياراً يبذله الشخص بكامل إرادته واختياره دون أي إجبار على القيام بالعمل ودون أي مقابل مادي.

وتحدثت “إيمان الشيخ علي” لحرية برس أن العمل التطوعي عمل إنساني قبل أي شيئ وهو الأمر الذي يدفعها لممارسة عملها بإحدى المشافي كمتطوعة في قسم الإسعاف منذ قرابة الستة أشهر آملة بعودة الدعم للمتطوعين أمثالها كونها بأمس الحاجة للدعم المادي رغم أنها زوجة شهيد وأم لثلاثة أطفال.

ومن جهته قال “وائل المواس”، قائد فريق نبض وحياة التطوعي: إن “تضافر الجهود بين العاملين في هذه القطاعات سيساهم في تطوير المجتمع التطوعي ويعزز ثقة الشباب السوري بنفسه وبإرادته، وذلك كون العمل التطوعي ممارسة إنسانية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير عند البشر منذ الأزل”.

ويرى “محمد الخالد” أحد العمال الإنسانيين في مجال الدعم النفسي في العمل التطوعي أنه من أرقى الأعمال التي يمارسها الإنسان خلال سنين حياته، إذ يوفر جهده ووقته لخدمة مجتمعه ويقدم ضمن فريقه التطوعي المنتسب له العديد من الخدمات التي تساهم في تطور المجتمع والفرد على الرغم من سوء وضعه المادي، وذلك كونه منشق عن نظام الأسد منذ بداية الثورة و معيل لزوجة وأربعة أطفال.

وأوضحت “أسماء الرماح” متطوعة بإحدى مشافي ريف إدلب الجنوبي لحرية برس أن الانخراط في العمل التطوعي وخدمة المجتمع يعزز القيم الايجابية لدى الشخص ويقوي العلاقات الاجتماعية ويجعل الشخص يشعر بالرضا عن نفسه عند تقديمه لعمله، على الرغم من أنها زوجة معتقل وأم لخمسة أولاد أكبرهم في الثالثة عشر من عمره يتعلم صنعة الحدادة عند أحد صناع المهن في القرية، أما الطفل الأصغر والبالغ من العمر ست سنوات يعاني من فقدان احدى عينيه إثر عبثه ببطارية شحن كهربائية كانت قد انفجرت بوجهه لتفقده عينه اليسرى ويسبب له حروقاً بالوجه واليدين و لازال يعاني مشكلات نفسية تنعكس سلبا على حياته اليومية.

ولازالت “أسماء” تقوم بعملها على أكمل وجه دون تردد أو تلكؤ، الأمر الذي دفع زملائها في المشفى إلى جمع مبلغ من المال شهرياً يقدم لها كمكافأة وتحفيز لمتابعة عملها ريثما يتم تقديم دعم لها من قبل المنظمات الإنسانية واعتمادها كموظفة أساسية في المشفى.

الجدير بالذكر، أن مفهوم التطوع هو أحد المفاهيم التي انتشرت في المجتمع بشكل ملحوظ في أيامنا الحالية ولاقت اقبالاً من فئة الشباب الذين يرغبون باصلاح مجتمعاتهم، كما أن مجالات العمل التطوعي عديدة منها ماهو علمي ومنها ما هو حرفي أو فكري أو دعوي وكل شخص يتطوع في المجال الذي يرغب به ويفيد من حوله، ولايخلو الأمر من بعض المعوقات التي تعترض العمل التطوعي.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل