واشنطن بوست: الطيران الأميركي تخلى عن ثوار سوريا في معركتهم ضد داعش في البوكمال

فريق التحرير8 يوليو 2016آخر تحديث :

جيش-سوريا-الجديد

كشف تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن أن هجوماً لما يسمى “جيش سوريا الجديد” المدعوم من الولايات المتحدة فشل بسبب تخلي الطيران الأمريكي عنه وعدم تغطية الهجوم.

وبحسب الصحيفة ووفقاً لمسؤولين فقد صدرت أوامر للطائرات المكلفة بتأمين غطاء جوي لجيش سوريا الجديد خلال معركته، في 28 حزيران/يونيو ضد تنظيم داعش في مدينة البوكمال شرق سوريا، في منتصف المعركة بمغادرة المنطقة والتوجه بدلاً عن ذلك إلى ضواحي مدينة الفلوجة في العراق.

وقال المتحدث العسكري باسم البنتاغون “كريس غارفر” إنه “تم رصد قافلة كبيرة من مقاتلي تنظيم داعش تحاول الهرب عبر الصحراء بعد أن استعادت المدينة (الفلوجة) من قبل الجيش العراقي”، لذلك رأى القادة أنه من الأهم تدميرها فهي تشكل “هدفا استراتيجياً”.

وهذا ما اضطر مقاتلي “جيش سوريا الجديد” إلى التراجع بعد أن قام تنظيم داعش بصد هجومهم، الأمر الذي رأت فيه الصحيفة أنه ضربة موجعة للبنتاغون من حيث قدرتها على تشكيل قوى محلية عربية سورية قادرة على مواجهة تنظيم داعش.

وأشارت الصحيفة إلى أن تحويل الطائرات الأمريكية أهدافها أمر يدعو للقلق فيما إذا كان لدى الولايات الأمريكية قدرة وموارد كافية على فتح أكثر من جبهة بأكثر من منطقة منتشرة على مساحة واسعة في سوريا والعراق.

وقال غارفر مدافعاً عن قرار سحب الدعم الجوي من المعركة في سوريا: “لديك عدد محدود من الموارد ومحاولة الحصول مجدداً على أكبر الموارد الموجودة. … وقد تم اعطاء الأولويات لهدف واحد دون الآخر”.

وقد سجلت 8 ضربات فقط للطيران الأمريكي في الهجوم على مدينة البوكمال ليتم بعدها توجيه الهدف للقافلة في الفلوجة، لتنهار العملية بأكملها في البوكمال.

وقال ديفيد ماكسويل، وهو ضابط القوات الخاصة السابق ومدير مشارك في برنامج الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون: “اتضح أن الأولوية هنا القيام بالتصويب، على هدف كبير وظاهر،” وأضاف: نريد تحقيق الآثار المباشرة على أرض المعركة دون التفكير بشأن ما قد يحصل على جانب الأخر”.

وأشارت الصحيفة عن أن هناك أسباب أخرى لفشل العملية منها تأمل جيش سوريا الجديد بدعم من أهالي مدينة البوكمال والذي بث دعواته بالتمرد على تنظيم داعش عبر محطة إذاعية، وكان الجيش وقتها قد نجح في السيطرة على مهبط للطائرات خارج المدينة.

وأوضح عبدالسلام مزعل، عضو جبهة الأصالة والتنمية التي أسست جيش سوريا الجديد أن الرسائل التي بثتها الإذاعة الخاصة بالجيش لم تلقَ آذان صاغية نظراً لأن “الناس لا يستمعون إلى الراديو كثيراً لأنها ترى أنه من الطراز القديم.” وأضاف:” كان من الصعب على الناس الانضمام إلينا نظرا لأن الدولة الاسلامية لها قبضة من حديد”.

وقال “جيش سوريا الجديد” أنه في البداية فقد اثنين من عناصره في المعركة، أحدهما قتل في المعركة التي تلت ذلك وآخر تم القبض عليه وقطع رأسه من قبل تنظيم داعش و عرضت أجسادهم بطريقة وحشية في شريط فيديو، فضلاً عن كميات من الأسلحة تم الاستيلاء عليها، بما في ذلك المدافع الرشاشة الثقيلة عيار 50مم فيما قُتل ثلاثة آخرون في وقت لاحق بكمين.

وقال محمد تالا أحد قادة جيش سوريا الجديد أنهم لاحظوا اختفاء الطائرات الحربية الأمريكية من السماء لفترة أثناء المعركة، مضيفاً أنهم تعرضوا يوم الأربعاء الماضي لقصف بالصواريخ من قبل تنظيم داعش على قاعدة التنف.

وقال غارفر في مؤتمر صحفي قبل انهيار الهجوم في فترة وجيزة أن : “الغرض المعلن للهجوم من قبل جيش سوريا الجديد.. هو تحرير البوكمال وقطع خطوط الإمداد العسكرية عن الدولة الإسلامية” في وادي الفرات بين سورية والعراق”، منوهاً أن المعركة ما تزال مستمرة.

وجيش سوريا الجديد مكون من قوة صغيرة لاتتعدى 100 رجل تدعمها جهات متعددة مدعومة من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية، ومعظمهم من سكان مدينة البوكمال تم تجنيدهم في تركيا في العام الماضي وتدربوا في الأردن وأرسلوا إلى سوريا مطلع هذا العام لمواجهة تنظيم داعش.

ولكنهم قوة ضعيفة حيث قُتل نسبة كبيرة منهم في عملية انتحارية لتنظيم داعش في شهر أيار/مايو الماضي، كما تعرضوا لقصف من الطيران الروسي مرتين في الشهر الماضي على الرغم من محاولات الولايات المتحدة العسكرية وقف الضربات.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل