فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
بأدوات وإمكانات بسيطة، تضع الشابة ’’إيمان‘‘ ذات العشرين عاماً بعض الزينة والأشكال الكرتونية التي تعدها بيديها، على قوالب ’’الكيك‘‘ بعد الانتهاء من عملها، من أجل إرسالها إلى أحد زبائنها الذين اعتادوا على شرائها في مناسباتهم وحفلاتهم العائلية مثل أعياد الميلاد، من خلال التواصل معها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وقالت ’’إيمان وليد دبور‘‘ البالغة من العمر 29 عاماً، من سكان بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، في حديثها لحرية برس، ’’أعشق عمل الحلويات بشتى أنواعها منذ الصغر، إلا أن ذلك تطور شيئاً فشيئاً، من خلال صقله بالتعلم عبر مشاهدة عديد من حلقات كبار المتخصصين في صناعة الحلوى في العالم بشكل مستمر على موقع يوتيوب، واستفدت منها بشكل كبير، لأطبق ذلك على الواقع‘‘.
ونجحت إيمان في عمل الكيك على أرض الواقع، وأوضحت: ’’في يوم من الأيام طلب مني زوجي تحضير ضيافة لأصدقائه، وقمت بإعداد قالب كيك من الشوكولاتة بحشوة (الباونتي والمكسرات)، وحينها نال ذلك إعجابهم بشكل كبير جداً، وبعدها طلب صديق زوجي إعداد قالب بعد رؤيته للعمل الذي قمت به‘‘.
بداية الطريق
وذكرت دبور قائلةً: ’’قمت بعدها بنشر صور الكيك على صفحتي عبر شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وكان لديّ مجموعة في الموقع، وكنت أعمل على نشر وصفاتي التي أقوم بتطبيقها، وكانت مجموعة كبيرة واستفدت منها كثيراً في توسيع عملي، إلى جانب نشر صور الكيك، ليبدأ الطلب على أعمالي من قبل المواطنين والناس‘‘.
وبينت دبور، أنها قامت بتطوير عملها ومتابعة كل ما هو جديد من خلال مشاهدة أهل الخبرة في عالم صنع الحلويات، إلى جانب إضافة العديد من اللمسات الجميلة دون التحاقها بأي من الدورات، وذلك كله من خلال موقع ’’يوتيوب‘‘، فضلاً عن الوقت والخبرة الطويلة.
وحول تزيين الكيك ’’الجاتوه‘‘ بصور كرتونية تضفي جمالاً على شكلها النهائي، تقول دبور: ’’إنني أضع الصورة الواحدة على الكيك من عجينة السكر، وهي قابلة للأكل ويتم طبعها ووضعها ع القالب، وبالامكان وضع أي صورة كرتونية أو صورة شخصية، أما بالنسبة إلى الأشكال فهي من عجينة السكر، تُعَد يدوياً قبل يوم واحد من وضعها على وجه القالب‘‘.
الإمكانات البسيطة
وأوضحت دبور أن أول خطوة لها في عالم إعداد الحلويات والكيك كان في منزلها الذي اتخذت منه مكاناً لصنع ذلك، موضحةً: ’’لم يكن لدي إلا أدوات المنزل البسيطة المتوفرة لكل مربية منزل، لكنني وبعد فترة من نجاح المشروع أصبحت أوفر كل ما يلزمني من الأدوات شيئاً فشيئاً، رغم الوضع والظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها في داخل قطاع غزة، في سبيل المضي قدماً لإنجاح مشروعي الذي يعيلُ الأسرة‘‘.
ورغم الإمكانيات البسيطة إلا أن هواية الشابة دبور، قد نالت إعجاب كثير من أفراد عائلتها وأصدقائها وجيرانها، حيث أنه أصبح مصدر رزق لها هي وأسرتها المكونة من خمسة أفراد وذات مصدر الدخل الوحيد.
كما أكدت الشابة أن ’’الوضع المعيشي والمادي الاقتصادي الصعب، كان أبرز الركائز الأساسية في عدم مشاركتي في المعارض في غزة وخارجها لرؤية إبداعي في صنع وإعداد الحلويات بأدوات بسيطة‘‘، مشيرةً إلى أنها تحاول باستمرار تحدي كافة العقوبات والعراقيل التي قد تسبب فشل مشروعها، كانقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر كثير من الأدوات التي تساعد في الارتقاء والتقدم في عالم الإبداع.
ومن خلال حديثها، وجهت دبور نصيحة لكل إنسان موهوب أن يستغل موهبته ويطورها لأن ذلك قد يساهم في يوم من الأيام، ’’في سد احتياجات أسرة كاملة، وأتمنى من الجهات المعنية أن تهتم بدعم المشاريع الصغيرة وتقدم لها المساعدة، خصوصاً المشاريع الناجحة، كي تعم الفائدة والمصلحة في داخل المجتمع الفلسطيني‘‘.
وتمنت الشابة العشرينية في نهاية الحديث، أن توسع مشروعها في الأيام القادمة، من حيث توفير مكان واسع، لكي يصبح لديها متجر تجاري باسم معروف وشهرة أكبر، رغم وصولها إلى كثير من المناطق على مستوى القطاع من خلال إرسال عديد من الطلبات من عملها، إلى جانب إدخال العديد من الأصناف الجديدة وتشغيل الأيدي العاملة.
عذراً التعليقات مغلقة