الإعلام الثوري ومرحلة كم الأفواه

محمود أبو المجد24 يناير 2019آخر تحديث :
محمود أبو المجد


يبدو أن مرحلة جديدة من مراحل الوأد تنتظر الثورة السورية وذلك عبر إغلاق منابرها الإعلامية، التي كانت تنقل الصورة النقية والواضحة لما يتم ارتكابه من جرائم ومجازر وانتهاكات يتعرض لها الشعب السوري.

ويبدو أن الأمر جاء من أعلى المستويات الدولية التي تتمثل بدول عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة عدة دول عربية لم يكن همها ما يحصل للشعب السوري، وحينما تحققت أهدافهم أو توهموا بأنهم حققوها بدأت مرحلة كم الأفواه الثورية كما يعتقدون، فهل ستؤتي هذه المرحلة ثمارها؟

نلاحظ أن يجري على الساحة السورية من إغلاق للقنوات الثورية التي تدعم الثورة السورية بالكلمة هو ضمن سياسة معينة تنتهجها تلك الدول التي كان لها الدور الأبرز في تمزيق النسيج السوري عبر دعم منظمات دون غيرها، ودعم جماعات دون غيرها، وعبر تسييس فصائل لتحقق المراد منها، وإيقاف قناة الجسر عن العمل يأتي ضمن هذه السياسة الخبيثة للدول الراعية لعودة الأسد والمتمثل بإعادة التطبيع معه عبر إعادة تفعيل سفارات بعض الدول في نظامه.

الحرب التي تهدف لإسكات القلم وطي ذراع الثورة والثوار بإغلاق القنوات وملاحقة النشطاء في هذا المجال، هي رد فعل طبيعي ممن أوهموا الشعب السوري الثائر بصداقتهم له، ولكل منهم مصلحة ظهرت على أرض الواقع.

في هذه المرحلة التي لا يمكن إلا أن نسميها بالمرحلة الحساسة والمفصلية في مراحل الثورة السورية أكثر من غيرها، الدور الأكبر يقع على عاتق النشطاء الإعلاميين الذين كان لهم دور بكشف جرائم الأسد وفضحها أمام العالم، بعيداً عن كافة الأجندات الخارجية، فهم يجب أن يعيدوا أمجاد الثورة السورية بمواصلة النشاط على المستوى الإعلامي. كما يجب أن يوجهوا رسائل لكل من يحاول إسكات صوت الحق مفادها أن الثورات كانت ولا زالت تستمد قوتها من قوة الشعب، كما يجب عليهم أيضاً أن يبتعدوا عن كافة الضغوط التي قد تؤثر عليهم عبر تكوين كيان واحد، متذكرين بذلك أنهم حينما مارسوا هذا النشاط كان هدفهم توثيق الجرائم وفضح القتلة المجرمين، فالقضية تحتاج لتضحية الجميع لأنه لم ينل شعب حريته بالتمني.

وأيضاً لأنه لا يمكن أن ننسى ما تعرض له النشطاء الإعلاميون من تضييق وملاحقة، ومنهم من استشهد تحت التعذيب ومنهم من لا زال يخط بقلمه مرحلة كفاح وعز لثورة لا زالت مستمرة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل