علاء فطراوي – إدلب – حرية برس:
يعاني ’’محمد زكريا‘‘ وعائلته الذين نزحوا من بلدتهم المحاذية للساحل السوري في ريف محافظة اللاذقية إلى ريف إدلب الغربي، ظروفاً مأساوية صعبة، بسبب افتقارهم إلى أدنى مقومات الحياة وعيشهم في قبو أرضي غير صالح للسكن، فضلاً عن الحالة الصحية الرديئة وإصابة أطفاله بمرض يُدعى ’’الاعتلال العضلي‘‘، وعجزه عن تأمين العلاج لهم وسط مُناشدات للمنظمات الطبية لعلاجهم خارج البلاد.
وقال زكريا، الأب لسبعة أطفال، في حديثه لحرية برس: ’’بدأت اعراض الشلل أو كما أسماه الأطباء (الاعتلال العضلي) تظهر عند طفلي إبراهيم وهو في الرابعة من عمره، حيث بدأ توازنه يضعف وساقاه تنحنيان في أثناء المشي، إلى أن انتهى الأمر وأُصيب بالشلل الكُلي وهو في السابعة من عمره، وأصبح غير قادر على الحركة‘‘، موضحاُ أن الأعراض تسببت بتوقف الحركة في كامل جسده وأثرت على عضلة لسانه وأصبح يعاني من صعوبة في النطق.
وأشار زكريا إلى أن أعراض الشلل بدأت تظهر على ابنه يحيى البالغ من العمر عامين ونصف أيضاً، وعُرِضَ آنذاك على أحد الأطباء في المراكز الطبية المجانية في محافظة إدلب، وعند الكشف عليه تبين أنه مُصاب بـ’’الاعتلال العضلي‘‘ مثل أخيه إبراهيم، وإذا لم يخضع للعلاج سوف تتفاقم حالته مع تقدمه بالعمر ويُصاب بالشلل الكُلي.
وأكد الأب أن ’’الاعتلال العضلي مرض نادر يُصيب الأطفال عند ولادتهم ولا يوجد له علاج إلا في الدول الأوروبية، حيث يعالج الطفل عند بداية تعرضه لهذا المرض ومن ثم يخضع إلى المعالجة الفيزيائية لإجراء بعض التمارين الحركية‘‘.
بدوره، قال الدكتور ’’سمير العمري‘‘، اختصاصي طب الأعصاب، إن مرض ’’الاعتلال العضلي‘‘ له مراحل مُتعددة منها ولادية ومنها ما قبل الولادة في أثناء فترة الحمل وآخرى مع تقدم الطفل في العمر، ولكل مرحلة علاج خاص، باستثناء الاطفال الذين وصلوا إلى مرحلة العجز الكُلي نتيجة التهاب خلايا النسيج العضلي والدماغ.
ونوّه الطبيب في حديثه إلى عدم توافر علاج مرض ’’الاعتلال العضلي‘‘ في سوريا، لاسيما في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد نتيجة ضعف الإمكانات المادية وعدم دعم المنظمات الطبية الدولية بأجهزة تُساهم في علاج هذا المرض، مشيراً إلى أننا ’’نُشاهد في مناطق الشمال السوري العديد من حالات الشلل بين الأطفال نتيجة إصابتهم بهذا المرض على الرغم من إجراء العلاج لهم في تركيا لكن من دون جدوى‘‘، مؤكداً توفر العلاج في الدول الأوربية لوجود الأجهزة الطبية الحديثة فيها.
ويُعتبر ’’الاعتلال العضلي‘‘ مرضاً نادراً يصيب العضلات نتيجة بعض الشذوذ في الجينات التي تتحكم بنمو العضلات وتؤدي إلى وجود تشوهات جنينية مثل انحناء العمود الفقري وهشاشة العظام، وقد لا تبدو أعراض الاعتلال العضلي مباشرة بعد الولادة، لتظهر خلال مرحلة الطفولة على مراحل عدّة من ضعف قوة العضلات وتقلصها والتأخر في تطوير مهارات قدرة التحرك وضعف ملاحظ في عضلات الوجه ومشاكل في التنفس.
Sorry Comments are closed