ياسر محمد – حرية برس
ما زال مصير منطقة شرق الفرات محور نقاش بين الدول الفاعلة في الملف السوري، وعلى رأسها تركيا وروسيا وأميركا، عقب قرار واشنطن إخلاء الساحة لكن مع ضمان أمن ومكاسب حليفها “قسد”، لتبدأ نقاشات مكثفة بين الدول الثلاث حول مستقبل المنطقة بما يضمن مصالحهم جميعاً، دون أخذ مصالح السوريين بالاعتبار.
وفي هذا الصدد، أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نظيره الأميركي دونالد ترمب، استعداد تركيا لتولي حفظ الأمن في مدينة منبج السورية، عقب هجوم انتحاري استهدف القوات الأميركية في المدينة.
وقالت وكالة الأناضول إن الزعيمين بحثا خلال اتصال هاتفي مساء أمس الأحد آخر التطورات في سوريا، واتفقا على مواصلة المشاورات التي بدأت بين رئيسي أركان البلدين، حول المنطقة الآمنة في سوريا (شرق الفرات)، والتي أعلنت أنقرة استعدادها لإنشائها منتصف الشهر الجاري.
ودعماً لتصريحات رئيسه وبالتزامن، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار جاهزية الخطط والاستعدادات التركية لشن العملية المحتملة ضد ميليشيا “قسد” في منبج وشرق الفرات.
وخلال تفقده الوحدات العسكرية على الحدود السورية التركية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعملية “غصن الزيتون”، قال أكار: “سنقوم بالعمليات والخطوات اللازمة في الوقت والزمان المناسبين”.
وأضاف: “خططنا واستعداداتنا جاهزة لمواجهة المشكلة التي تعترضنا في منطقة منبج السورية وشرق الفرات”.
إلى ذلك وفي تطور لافت، أفادت صحيفة “خبر تورك” التركية، اليوم الإثنين، بأن الولايات المتحدة الأميركية قد أعدت مع روسيا خطة مشتركة تتضمن منطقة حكم ذاتي للأكراد شرق الفرات، جنوب المنطقة الآمنة التي منحت لطمأنة تركيا.
وعن تفاصيل هذا الاتفاق، كشفت الصحيفة، وفق ما نقلته صحيفة “العربي الجديد”، أن “الخطة تقضي بإنشاء منطقة حكم ذاتي للأكراد تبعد عن الحدود التركية بعمق 30 كيلومتراً، وسيرفع على حدود هذه المنطقة أعلام سورية، دون وجود لقوات الأسد والمقاتلين الأكراد في هذه المنطقة”.
وبحسب بنود الخطة الجديدة أيضاً، فإن “المقاتلين الأكراد سيكون دورهم مستقبلاً هو دور الشرطة الداخلية، وسترفع الأعلام السورية على الدوائر الحكومية (التابعة للنظام)، وسيتم الحفاظ على الوحدة السورية، ولن تدخل قوات الأسد إلى داخل هذه المنطقة، وستبقى على حدودها”.
وقالت الصحيفة إن الخطة وضعها البروفسور الروسي، فيتالي نعومكن، بعد مشاروات أجراها مع قيادات كردية بارزة، على رأسها مصطفى البارازاني. وأنه تم مناقشتها مع الجانب الأميركي، ولقيت قبولاً لديه.
وأكدت الصحيفة أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب تناقشا حول هذه الخطة هاتفياً لمدة ساعة ونصف، وجرى الاتفاق على مبدأ عام، وهو عدم وجود أي عناصر لا ترغب فيها أنقرة، أو تشكل مصدر تهديد لها، من أجل القبول بالخطة”.
ومن أجل جعل هذه الخطة قابلة للتنفيذ، فإن أميركا وروسيا ربما تسهلان إحداث المنطقة الآمنة التي تريدها تركيا على الشريط الحدودي بطول 460 كم، وعمق نحو 30 كم.
ويحظى هذا السيناريو بدعم من المعارضة السورية، حيث قال رئيس الائتلاف الوطني، عبد الرحمن مصطفى، إن المنطقة الآمنة المزمعة تشكل ملاذاً للمدنيين.
وفي حوار معه نشرته وكالة الأناضول اليوم الاثنين، قال مصطفى: إن المنطقة الآمنة “طرحت منذ فترة قريبة، وأساساً كانت سياسة الائتلاف طرحها سابقاً، بحيث تكون ملاذاً آمناً للمدنيين، وإيوائهم داخل الأراضي السورية، وهو ما يسهل عودة اللاجئين والمهجرين بسبب الإرهاب، بغض النظر عن عرقهم وانتمائهم الديني”.
وأكد أن “المنطقة الآمنة مهمة ليعيش فيها المدنيون بسلام، ولكن طبيعة المنطقة الآمنة غير متبلورة بعد”.
عذراً التعليقات مغلقة