الاستمتاع بغباء الآخرين موهبة ليست في متناول الجميع، لكن مشاهدة هذا الغباء متجسداً في زمرة واسعة نقلت عداءها لأجيال من البشر وضعوا عقولهم في صناديق، وفضلوا العيش بموروث آبائهم الأولين، فهو المتعة الكبرى.
لعب موالو نظام الأسد دور (الأطرش بالزفة)، حيث كانوا يرون بأم أعينهم كيف يزوّر حاميهم الحقائق ويرمي التهم جزافاً على الآخرين، لكنهم مشوا في هذه المعمعة من دون أن يشغلوا تفكيرهم بنهاية هذا الطريق، وما ستؤول إليه حالهم بعد أن يفرغ رئيس العصابة من عد كنوزه.
ما يميز الفكر التشبيحي أنه فكر معقد يحتاج إلى دراسة عميقة حتى يستطيع الباحث فيه فهم الأسس التي يرتكز إليها، ثم تحليل النتائج لاستيعاب سلوكات هذه الكائنات.
يرفض الشخص ’’الشبيح‘‘ الخروج من النير الذي يقيده؛ لا حباً بمكانته عبداً لسيده، بل لأنه وجد أن كلمة “حرية” تفوق حدود تفكيره، والفكرة وحدها كفيلة بتخليصه من حالة الإدمان على تنفيذ الأوامر، ويمكن أن تضعه في حالة مختلفة لا يمكنه التعايش معها، تماماً كما فعلت قريش عندما جاء الإسلام، حيث لم يدفع مشركوها فكرة الإسلام لأنها تعارض معتقداتهم فحسب، بل قالوا هذا ما وجدنا عليه آباءنا.
الملفت في الأمر أن طريقة تعامل الشبيح مع الأحداث لم تتغير مذ حصل على الضوء الأخضر من سيده في الثمانينيات، فالبعض ممن شارك في قمع أهل حماة يعرفون أن ما يحدث الآن ليس إلا تكراراً للعبارات والتصرفات ذاتها.
ومنذ سبع سنوات، ما زال موالو الأسد يرددون ذات الشعارات، ويدورون حول طاحونة لا تنتج سوى الضجة والصخب، والتهافت على فتات يتركه لهم أسيادهم ليضمنوا بقاءهم في المستنقع.
جميعهم يخضعون للقواعد ذاتها، ويحصلون على الامتيازات ذاتها، أما من يحاول الخروج ويتوقف عن التصفيق والتمجيد، فإنه ينذر بوجود خلل في الولاء، وتنهال عليه شتائم وتهم أقلها الخيانة، حتى لو كان يعبر عن استيائه لوجود حفرة في الشارع، فقداسة النظام خط أحمر لا يقبل التجاوز ولذلك يتوجب عليه البقاء فارغ الرأس لا يحتل تفكيره إلا تمجيد القائد.
Sorry Comments are closed