هل يغير تفجير منبج في معادلة الانسحاب الأميركي؟

فريق التحرير17 يناير 2019آخر تحديث :
جندي أميركي يشارك في دورية عسكرية بمدينة منبج (رويترز)

ياسر محمد – حرية برس

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، إن الهجوم الذي وقع في مدينة منبج شمالي سوريا، ربما استهدف التأثير على قرار الانسحاب الأمريكي من هناك.

وأضاف أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة مع نظيرته الكرواتية كوليندا غرابار، أن المعلومات التي وردت تفيد بوجود 20 قتيلاً بينهم 5 جنود أمريكيين من جراء الهجوم.

وتطرق أردوغان إلى اتصال هاتفي أجراه الاثنين الماضي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، فقال: “لأنني رأيت عزم ترامب على الانسحاب من سوريا، أرى أنه لن يتراجع عن قراره نتيجة وقوع العمل الإرهابي (في منبج). وأن خطوة من هذا القبيل تكون انتصاراً لتنظيم داعش”.

توقعات الرئيس التركي، أكدها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى بالبيت الأبيض، أمس الأربعاء، إذ قالوا إنه لا يوجد أي تراجع بخصوص قرار الرئيس دونالد ترامب الخاص ببدء سحب الجنود الأميركيين من سوريا عقب التفجير الانتحاري في منبج.

وقال المسؤولون الأميركيون، وفق ما نقلت “سي إن إن”، إنه “لا يوجد في الوقت الراهن أي تراجع أو تغيير بخصوص قرار الرئيس ترامب المتعلق بسحب جنود بلاده من سوريا”.

وهو ما أكده نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، أمس الأربعاء، قائلاً إنّ انسحاب القوات الأميركية من سوريا سيكون “منظماً وفعالاً”.

وأضاف بنس، في كلمة له من مقر وزارة الخارجية الأميركية بالعاصمة واشنطن، دون أن يتطرق لهجوم منبج مباشرة: “تم انهيار تنظيم داعش وتمت هزيمة شبكة مسلحيه، وانسحاب القوات الأميركية من سوريا سيكون منظماً وفعالاً”.

إلا أن عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، رأى أن قرار سحب القوات الأميركية من سوريا “أثار حماسة داعش”.

وطالب “غراهام” الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ “إعادة النظر في قراره سحب القوات الأمريكية من سوريا”، بعد تبني “داعش” الهجوم الدموي في منبج، بحسب ما نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية.

قناة “الحرة” الأميركية نقلت عن مسؤول في البنتاغون، لم تسمه، أن الرئيس ترامب يريد الرد عسكرياً على الهجوم، من دون أن تذكر تفاصيل إضافية.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الهجوم الذي أسفر عن مقتل 4 أميركيين في منبج، هو الأعنف والأكبر منذ بدء الحرب ضد “تنظيم الدولة” عام 2014.

في تطور آخر ضمن السياق نفسه، قال مؤسس شركة “بلاك وتر” سيئة الصيت، إن الشركة قد تحل مكان القوات الأميركية المنسحبة من سوريا.

واقترح “إريك برنس” مؤسسة “بلاك وتر” استبدال متعهدي خدمات عسكرية خاصة بالقوات الأميركية المنسحبة من سوريا، وقال برنس، وهو المدير التنفيذي السابق للشركة، إن متعهدينا قد يحمون حلفاء الولايات المتحدة ويتصدون للنفوذ الإيراني بعد مغادرة الولايات المتحدة البلاد.

وقال برنس: “الولايات المتحدة ليس لديها التزام استراتيجي طويل الأجل من أجل البقاء في سوريا. ولكني أيضاً أعتقد أن التخلي عن حلفائنا ليس فكرة جيدة”.

وأشار برنس إلى حلفاء الولايات المتحدة، (قوات سوريا الديمقراطية) “قسد”، وأضاف: إن استخدام المتعهدين يمكن أن يسمح لترامب بالوفاء بوعوده الانتخابية التي أشار فيها إلى إنهاء “الحروب الأبدية”، وفي الوقت ذاته يترك وراءه بعض الحماية.

وتتوافق تصريحات مؤسس الشركة الأمنية سيئة الصيت مع رغبة ترامب بعدم ترك “حلفائه” الأكراد من دون حماية في شرق سوريا، وهو ما يعزز نظرية الاستعانة بخدمات شركات أمنية خاصة، تأتي “بلاك وتر” على رأسها.

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل