تُمتدحُ بكِ الحروف
(إلى حمص مدينةً وامرأةً، وأخت مكة في النّور والبركات)
شعر: سليمان نحيلي
ربّما حين أتذكرُكِ، أشعرُ أنني قادرٌ على استردادكِ من براثن الزمنِ المفقودِ والغياب، ربّما أكون قادراً على امتلاككِ لمساحةِ حلم..
هكذا أتعاملُ معكِ وأنتِ بعيدة..
هكذا يكتسبُ غيابكِ كلّ معاني العشق …
تستعيدني رائحتكِ من النّسيانِ، فأستعيدُ نفسي وحبري، أنتِ التي تعلّمتُ معكِ كيف تكون الرائحةُ بطلةَ الكتابةِ وسيدة الوقت …
وأنتِ الخبيرة بالبعدِ.. والأبعادِ وهندسةِ الأرواحِ والأشكالِ الهندسيّة كلِّها: المربع والمستطيل والمثلّثُ والدّائرة….
كيف استطعتِ دمجها كلَّها في شكلٍ جديدٍ يُدعى: شكل القلب، هو الأجملُ بينها..
ثقي أنّه بابتكارِكِ هذا سيتغلّبُ الطّلابُ على معضلةِ مادةِ الرّياضيّاتِ..
سيحقّقونَ. العلاماتِ الكاملة في الرّياضيّاتِ والحب..
أكتبُ لكِ وبكِ وعنكِ وفيكِ ولأجلكِ، فبالكتابةِ أُقارِبُكِ.. أستطيعُكِ.. أُهجّيكِ.. أَصيرُكِ.. أَغزوكِ من أخمصِ روحكِ حتى مياسمِ زهوركِ..
بالكتابةِ أستعيدُ كل ماسُرقَ منّي على حينِ غيبة… فاللغةُ حينَ تُكتبُ بكِ تُمتدَحُ… تصيرُ معكِ أبجديةً جديدةً لم يكتشفها أحدٌ قبلي..
هكذا أيّتُها الحبيبةُ الغائبة، تفرضينَ حضوركِ ..
هكذا تُمسينَ عنواناً لكلِّ القصائدِ والكتبِ والمهرجاناتِ والفصول، والجزءَ النّاقصَ من كلّ الرّوايات التي مات أصحابها قبل إنجازها…
هكذا تصبحينَ الجزءَ المُتمّمَ ،الجزء النّهائيَّ، الجزءَ العصيَّ على المُشابهةِ والمُقاربةِ والمُرادفة…
هكذا أظلُّ في غيابكِ حروفاً تضطربُ على قلقِ القصيدة…
عذراً التعليقات مغلقة