مصطفى أبو عرب – حرية برس:
بترت ساق ’’محمود عمر الحمصي‘‘، أحد مهجري بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق، في إحدى المعارك ضد قوات الأسد والميليشيات الطائفية، على أطراف بلدة الدخانية.
وصل “الحمصي” إلى الشمال السوري في موجة التهجير القسري الأخيرة، التي فرضها نظام الأسد برعاية روسيا، حيث يعيش مع عائلته في بيت صغير في قرية الفطيرة، جنوب محافظة إدلب، مفتقداً إلى أدنى مقومات الحياة، لأن إعاقته لم تعد تسمح له بالعمل.
ويقول ’’الحمصي‘‘ في حديثه لحرية برس، إنه في أثناء اشتباكات عنيفة دارت على أطراف بلدة الدخانية في ريف دمشق، بين فصائل الثوار من جهة وقوات الأسد من جهة آخرى، استُهدف برفقة زوج ابنته على خطوط الجبهات بصاروخ من نوع ’’فيل‘‘، ما أدى إلى استشهاد زوج ابنته على الفور، وبتر قدمه اليسرى.
وقدم “الحمصي” إلى إدلب في موجة التهجير الأخيرة مع أطفاله وزوجته، وابنتيه اللتين فقدتا زوجيهما، في قصف لقوات الأسد على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، مخلفين أربعة أطفال، بالإضافة إلى أخته التي بُترت ساقها أيضاً في حادث سير أدى إلى وفاة زوجها.
يعيش “الحمصي” مع عائلته وأخته في منزل على أطراف قرية الفطيرة، حيث لا كهرباء، في وضع مادي سيئ للغاية، وهو المعيل الوحيد للعائلة، ورغم اعاقته إلا أنه ما زال مستمراً في الحياة، يستخدم دراجة نارية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تقوم زوجته وأطفاله بجمع أغصان الزيتون من الكروم المجاورة لهم من أجل التدفئة، لعدم قدرتهم على شراء حطب، ليحموا أطفالهم من البرد القارس.
ويعيش مهجرو الغوطة الشرقية أوضاعاً مأساوية جداً في مناطق الشمال السوري المحرر، وذلك بسبب سوء الأحوال المعيشية، ونقص فرص العمل.
عذراً التعليقات مغلقة