حرية برس:
تستمر مظاهرات محتجي حركة ’’السترات الصفراء‘‘، ضد الحكومة في فرنسا بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، في أسبوعها التاسع في عدة مدن الفرنسية.
وشهدت العاصمة باريس ومدينة بورج، اليوم السبت، احتجاجات وسط تدابير أمنية مشددة اتخذتها الشرطة الفرنسية.
واجتمع عشرات من أصحاب السترات الصفراء في ساحة “باتايون دو باسيفيك”، قرب وزارة الاقتصاد في باريس، ثم ساروا نحو شارع الشانزلزيه.
واعتقلت الشرطة الفرنسية بعض المتظاهرين قرب قوس النصر، في محاولة لمنع المحتجين من الوصول إلى جادة الشانزليزيه.
وردد المحتجون هتافات طالبت باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون، فيما لم تشهد بعد باريس أي مواجهات بين المتظاهرين والشرطة.
وفي مدينة بوروج، يواصل عشرات المحتجين مسيراتهم خارج مركز المدينة، بسبب عدم منح السلطات الفرنسية لهم إذناً بالتظاهر.
ونشرت السلطات الفرنسية 80 ألف شرطي في عموم البلاد، تحسباً لاندلاع أعمال شغب في احتجاجات اليوم التي أوقفت فيها الشرطة 24 شخصاً في باريس، و5 أشخاص في بورج.
فيما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن حوالي 100 من المشاركين في احتجاجات “السترات الصفراء” احتُجزوا واعتقل 82 شخصاً منهم في مختلف المدن الفرنسية.
وأوضحت الوزارة أن 75 شخصاً تم توقيفهم في العاصمة الفرنسية، باريس، واعتقل معظمهم خلال الساعات الأخيرة، في أثناء قيام الشرطة وقوات الدرك بقمع الاضطرابات في ساحة “النجم – شارل ديغول” الشهيرة، قرب “قوس النصر”، حيث ما تزال قوات الأمن تحاول إبعاد المحتجين عن المكان، مستخدمين الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
وتوقعت السلطات تعبئة أكبر وأشد، في السبت التاسع من احتجاجات الحركة، وأعدت تعزيزات أمنية كبيرة لمواجهة ذلك بنشر 80 ألف شرطي ودركي في أنحاء البلاد، منهم خمسة آلاف بباريس.
ومنذ 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تشهد فرنسا احتجاجات متواصلة أيام السبت من كل أسبوع، تنديداً بارتفاع تكاليف المعيشة وسياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، رغم اتخاذ الأخير قرارات، من بينها التراجع عن زيادة الضرائب على الوقود، ورفع الحد الأدنى للأجور.
وتتنامى مشاعر الغضب بين العمال والطبقة المتوسطة من انخفاض الدخول، واعتقادهم أن ماكرون غير مهتم باحتياجات المواطنين، بينما يسعى إلى إصلاحات يرون أنها تصب في مصلحة الفئات الأكثر ثراء.
وفقد 10 أشخاص حياتهم وأصيب 1700 آخرون بجروح منذ اندلاع الاحتجاجات، فيما أوقفت الشرطة 5 آلاف و600 شخص، سجن أكثر من ألف شخص منهم.
كما أسفرت الاحتجاجات عن فقدان 58 ألف شخص لوظائفهم، وقدرت خسائرها على الدولة بـ32 مليون يورو، إضافة إلى خسائر بـ2 مليار يورو حلت بمراكز التسوق في عموم البلاد.
وأثارت تصريحات لماكرون، أمس الجمعة، انتقادات بعد أن قال “إن الاضطرابات التي يشهدها مجتمعنا سببها أحياناً أن الكثير من مواطنينا يعتقدون أن بإمكانهم الحصول على شيء بلا جهد”.
ومن المقرر أن تبدأ السلطات، الثلاثاء القادم، حواراً وطنياً لتقريب الناس من صناع القرار السياسي، فيما دعا ماكرون أمس الجمعة، الفرنسيين إلى اغتنام ’’هذه الفرصة الكبيرة جداً‘‘.
- حرية برس + وكالات
عذراً التعليقات مغلقة