من مبدأ فصل الرياضة عن السياسة يريدون أن نعترف بمنتخب يمثل نظاماً مجرماً يتغنى بسفاح العصر الحديث، ويهديه ’’إنجازاته‘‘ في كل مباراة؛ منتخب يشكر ’’راعي الرياضة والرياضيين‘‘، راعي الاعتقال وتعذيب المعتقلين في سجونه وفروعه الأمنية ومسالخه البشرية في كل مرة يظهر على الإعلام، يهدي ’’انتصاراته‘‘ إلى جيش النظام، إلى من دمر المدن السورية وقتل أهلها وهجرهم من بيوتهم، ثم يطلبون في النهاية من مشجعي ما يسمى بالمنتخب، الذي يضم من لا علاقة لهم بالرياضة، فصلها عن السياسة، تحت مبدأ ’’شجع منتخبك الوطني منتخب بلدك‘‘، البلد الذي هُجّرَ منه الملايين وقتل فيه مئات آلاف من السوريين بسبب مجرم.
من غير المنطقي فصل الرياضة عن السياسة، فالقضية تتعلق بدماء مئات اللاعبين والرياضيين السوريين الذين قُتلوا في سجون الأسد خلال السنوات الماضية، وبعضهم ما زال مغيباً في تلك المسالخ البشرية حتى الآن، بسبب معارضتهم لهذا المجرم ووقوفهم مع الشعب في ثورة الحرية والكرامة.
وإذا ما تحدثنا عن مكونات ھذا المنتخب محاولين أن نفصل الرياضة عن السياسة أو حتى العسكرة، فلا بدّ من وصفه بالكتيبة لا بالمنتخب، فالحارس عنصر في الدفاع الوطني وكادره حفنة من أعضاء حزب البعث ومھاجميه، فضلوا البقاء تحت رحمة ’’البوط العسكري‘‘ ورضوا بالذل والهوان، في ’’حضن الوطن‘‘.
لاعبون ينتمون إلى نظام مجرم مستبد ديكتاتوري، لا يكترثون لما يحدث على الأرض، ولا يعنيهم الآخرون الذين ذاقوا مرارة وألماً يكفيهم عقوداً وربما قروناً، يمثلون نظاماً قتل من نظرائهم الرياضيين مئات، من دون اكتراث لمصائر القابعين في المسالخ البشرية، هدفهم الوحيد هو اللعب؛ اللعب وإهداء ’’الإنجاز‘‘ إلى السفاح.
لا يمثل منتخب البراميل السوريين جميعهم، بل يمثل النظام ومؤيديه فقط ، الذين “يُشبّحون” على السوريين ويتهمون أكثر من نصف الشعب بالخيانة وانعدام الوطنية لعدم تشجيع هذه الكتيبة. يمثل المنتخب الفئة المجرمة التي تروج لنفسها عن طريقه، لا سيما أن النظام قد أجبر عدداً منهم على ارتداء قمصان عليها صورة بشار الأسد، فضلاً عن أن هناك منهم من يثني على الأسد بشكل شخصي، ويهاجم معارضي النظام لحملهم أعلام الثورة في بلاد اللجوء.
بعد خسارة منتخب البراميل أمام الأردن، وفشله في تسجيل أي هدف أمام فلسطين، كان من المفترض أن يلجأ إلى تعفيش أحذية لاعبي الخصم، أو ضم لاعبين من الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله وقوات روسية في المستقبل من أجل تحقيق ’’النصر‘‘، فالطائرات الروسية لم تستطع أن تنقذ منتخب البراميل، والروس لم يستطيعوا أن يجروا اتفاقيات مصالحة مع الخصم، وانتهت معركتهم بالفشل الذريع.
لا يمكن أن يمثل هذا المنتخب الوطن والشعب، ولا يمكن أيضاً أن يُطلب من الشعب دعمه، خاصةً أن الأسد يسعى جاهداً إلى إعادة تسويق نفسه ونظامه عالمياً كـ’’رئيس دولة‘‘، بوسائل عدة من إجرام وفساد وتشبيح، ليظهر قوياً ومتماسكاً، متذرعاً بسيطرته على الأراضي المحررة بتطهيرها من ’’الإرهاب‘‘، في محاولة إعطاء صورة مغايرة لما يجري في سوريا من قتل وتشريد وتهجير وتعذيب في السجون، ولفت أنظار المجتمع الدولي إلى التطور والتقدم الحاصل، وانتهاء ’’الأزمة‘‘ في سوريا، وكما يقول الموالون ’’الأزمة خلصت وسوريا بخير‘‘.
عذراً التعليقات مغلقة