ياسر محمد – حرية برس
قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، إنه “على تركيا الإعتراف أن إدلب أصبحت بؤرة حقيقية للإرهاب وسنتخذ خطوات حاسمة بشأن هذا الأمر الذي يهدد مصالحنا في سوريا”.
ويأتي هذا التصريح بعد يوم واحد من سيطرة “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) على معظم محافظة إدلب، وريفي حماة وحلب الواقعين ضمن منطقة “خفض التصعيد” الأخيرة التي أقرها اتفاق سوتشي بين ضامني أستانة.
سيطرة “تحرير الشام” المصنفة إرهابية عند العديد من دول المنطقة والعالم، ربما يقود إلى حملة جوية روسية مدمرة على إدلب، وأخرى برية يقودها نظام الأسد وميليشيات إيران، وفق محللين نشرت “حرية برس” آراءهم في تقارير سابقة، بذريعة أن إدلب أصبحت تحت سيطرة جماعة “إرهابية”.
وتزامناً مع التهديدات الروسية لإدلب، استقدمت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها تعزيزات عسكرية إلى طول خط التماس الفاصل مع مناطق المعارضة في ريف حماة الشمالي، سبقتها تعزيزات أخرى قبل يومين.
وفيما لم يصدر أي تصريح عن الجانب التركي حول المستجدات الميدانية، سوى تصريح وزير الخارجية جاويش أوغلو، أمس الخميس، والذي قال فيه إن تركيا لعبت دوراً في وقف الاقتتال الفصائلي بإدلب، أبدى كثير من السياسيين والناشطين السوريين تخوفهم من هجوم روسي مدمر على إدلب، بعدما مهد “الجولاني” الطريق لهم عندما سيطر على إدلب وأقصى المعارضة المسلحة التي كانت تحول دون الهجوم على المنطقة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور وليد البني: “النصرة تعمل على استكمال إقامة إمارتها الطالبانية في إدلب تمهيداً لاستدراج سلاح الجو الروسي لتدميرها”. متسائلاً: “لماذا تركت تركيا النصرة تنتصر وتدمر الفصائل التابعة لها وتنزع سلاحها؟”.
أما الكاتب والناشط السياسي عمر إدلبي فعبر عن مخاوفه قائلاً: “يقال: صار يخشى على إدلب من تخلي العالم عن مدنييها بعد اكتمال احتلالها من عصابة النصرة بتواطؤ وجبن فصائل إسلامية انتهازية ومرتزقة لدول إقليمية”، معبراً عن وجهة نظر مغايرة بقوله: “ما يخشى منه حقيقة أعمق من مجرد موقف دولي لم ينصف ثورتنا يوماً.. وهل كانت معاناة مدنيي إدلب من براميل وكيماوي الأسد والقصف الهمجي لطيران بوتين وجرائم مليشيات الولي السفيه الطائفية محل اهتمام وعطف العالم قبل أن تسيطر عليها عصابة الجولاني؟”.
وأضاف موضحاً: “ما يخشى منه هو بقاء مرتزقة قادة الفصائل والائتلاف وهيئة التفاوض ممثلين عن ثورة شعب عظيم.. يقودونها نحو الفشل النهائي”.
واستطرد إدلبي بالقول: “فرصة أحرار سوريا بتقديم بديل في إدلب لنظام البراميل ضيعها قادة الفصائل التافهون وانتهازية قادة المعارضة الذين صمتوا عن مخاطر الحالة المسلحة المنفلتة، وتبعية القادة وتمثيلهم لمصالح دول وأجهزة مخابرات لا تعنيها كارثة وطننا بشيء.. وما لم يتدارك ما تبقى من قادة أحرار الوضع الخطير الحالي فلن ينفع الندم واحداً منهم ولا منا”.
ولم يكتفِ إدلبي بطرح الهواجس، بل اقترح حلولاً، فأضاف: “ما يحتاجه الأمر ليس مستحيلاً رغم صعوبة الواقع.. هو قرارٌ ثوري جريء بالانحياز للثورة ولشعبها المضحي بلا كلل، وتجاوز عقدة الخوف أو الطمع والرضوخ للدول المسماة زورا وبهتاناً (أصدقاء)، ولن يخسر السوريون أكثر مما خسروه حتى الآن.. فالكرامة التي ثار لأجلها السوريون لا تقدر بثمن؛ وخسارتها هي الأخطر والأفدح”.
من جهتهم، روّج منظرو النظام الوحشي لنظرية الهجوم على إدلب، في حرب نفسية تستهدف التأثير على معنويات نحو 4 ملايين مدني يقطنون إدلب وجوارها.
عمر رحمون؛ أحد عرّابي “المصالحات” الأسدية، كتب معلقاً: “بكل تأكيد فإن هجوم جبهة النصرة على الزنكي مكسب كبير (للجيش السوري).. فاجتثاث فصائل المعارضة وتفرد جبهة النصرة الإرهابية بإدلب يعطي (الجيش السوري) شرعية الهجوم وتطهير إدلب من الإرهاب”.. وختم منشوره بالقول: “ما تقدمه جبهة النصرة من خدمات لنا تعجز الكلمات عن تقديرها”!.
ليعود “رحمون” ويغرد على تويتر اليوم مهدداً: “بقي في الميدان السوري فصيلان إرهابيان: جبهة النصرة بإدلب، ووحدات الحماية الكردية شرق نهر الفرات.. سيبدأ مونديال التصفيات قريباً جداً، ويمكنني القول إنه قد بدأ بالفعل”!.
يذكر أن مدنيي إدلب وأرياف حماة وحلب المحررة يعيشون أوقاتاً صعبة مع تفشي الشائعات بقرب هجوم روسي أسدي بعد سيطرة “تحرير الشام” على إدلب، بينما تنشغل “تحرير الشام” ببسط سيطرة ذراعها “حكومة الإنقاذ”، وتنشغل “الحكومة المؤقتة” بتحديد ضرائب جديدة على البضائع التي تمر عبر المعابر التي ما زالت تسيطر عليها!!..
Sorry Comments are closed