عرسال – حرية برس:
ضربت العاصفة الثلجية ’’نورما‘‘ مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانية منذ يومين، ما فاقم معاناة اللاجئين الذين يعيشون في هذه المخيمات، في وقت تشهد فيه هذه المخيمات أسوأ حالاتها الإنسانية والمعيشية، مترافقة بنقص المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية المقدمة لها.
وقالت مفوضية اللاجئين في تقرير لها، اليوم الأربعاء، إن نحو 8 آلاف لاجئ و 150 تجمعاً للاجئين السوريين، تضررت جراء العاصفة التي تضرب لبنان، مشيرةً إلى أن طفلاً صار في عداد المفقودين.
وأضاف تقرير المفوضية، أن 407 خيمة تعرضت للدمار الكامل، وأن ’’نحو 70 ألف لاجئ يعيشون في 850 مخيماً غير رسمي، مهددون بالفيضانات‘‘.
وذكرت منظمة ’’أنقذوا الأطفال‘‘ أن العاصفة المطرية اجتاحت المئات من المخيمات في أنحاء لبنان وقطعت السبل في البرد قارس.
وغطت الثلوج خيام اللاجئين السوريين في مخيمات عرسال اللبنانية بشكل غير مسبوق، وسط مناشدات لإنقاذهم بعد تجمد الخيام، وسط المخاوف على حياتهم.
وتداول ناشطون عبر شبكات التواصل الإجتماعي صوراً وتسجيلات مصوّرة لمخيمات اللاجئين السوريين في عرسال بعد أن غطتها الثلوج المتراكمة فوق قاطني الخيم.
أوضاع سيئة للغاية يمر بها الآن اللاجئون السوريون في مخيمات عرسال في لبنان، ويطلقون نداءات استغاثة لإنقاذهم من البرد وأحوال الطقس السيئة بالتزامن مع تزايد شدة العاصفة الثلجية "العاصفة نورما". pic.twitter.com/E4jMqwyHsL
— هادي العبدالله Hadi (@HadiAlabdallah) January 7, 2019
ووجه اللاجئون السوريون في مخيمات عرسال مناشدات لكافة المنظمات الإنسانية لإنقاذهم وإيجاد حل لمعاناتهم، حيث أن مشكلاتهم تتفاقم كل شتاء مع هطول الأمطار والثلوج.
وبلغت عاصفة ’’نورما‘‘ ذروتها، أمس الثلاثاء في لبنان، واشتدت معها معاناة اللاجئين السوريين، وسط نداءات استغاثة تطالب بحماية المقيمين في تلك المخيمات.
وتتخوف عديد من المنظمات من المخاطر التي تحدق بسكان المخيمات في لبنان، خاصةً بعد أن أغرقتها العاصفة تحت الثلوج والأمطار والسيول.
وقال مكتب مفوضية اللاجئين في عكار، أمس الثلاثاء، إن العاصفة الثلجية دمرت 15 خيمة في المخيم من بين 66 تضررت بشكل كبير.
وقال اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن السيول غمرت خمسة مخيمات للاجئين السوريين في بلدة السماقية في عكار شمالي لبنان، وتحدثت عن إجلاء 500 لاجئ اجتاحتهم السيول في المنطقة.
ويحرق لاجئون في مخيم مؤقت في بلدة عرسال اللبنانية ملابسهم، في محاولة لمواجهة البرد القارس، وسط عواصف رعدية وأمطار غزيرة أغرقت خيامهم.
ويتداول ناشطون سوريون في عرسال منذ أيام صوراً لخيام لاجئين في لبنان، بعد أن اخترقتها مياه الأمطار والوحل، كما تراكمت الثلوج على مخيمات أخرى، وسط مناشدات يومية لإيجاد حل نهائي، وأطلقوا هاشتاج #عرسال_تستغيث مع تجدد العاصفة الثلجية “نورما” قبل أيام، من أجل الإسراع في مساعدة اللاجئين تجنباً لتكرار المآسي السابقة.
ويواجه اللاجئون السوريون في دول الجوار، وخاصةً لبنان، الثلوج، وحدهم من دون أدنى مقومات تقيهم البرد القارس، ومن دون حتى إيجاد حل جذري لأوضاعهم، فيما يسكن اللاجئون في بيوت من خيم وصفيح وبلاسيتك، تفتقر الى أبسط مقومات الحياة.
ولقي في الأعوام الماضية عديد من اللاجئين السوريين في لبنان حتفهم بسبب البرد القارس، وفي العام الماضي عثرت السلطات اللبنانية على 15 جثة مجمدة للاجئين سوريين كانوا يحاولون عبور ممر جبلي وعر على الحدود اللبنانية السورية.
ويتوزع معظم اللاجئين على عشرات المخيمات في محافظة البقاع، التي تضم بلدة عرسال الجبلية، إضافة إلى قضاء عكار التابع لمحافظة طرابلس شمالاً، وتحاذي جميع هذه المناطق الحدود مع سوريا.
ويعيش في لبنان ما يزيد عن مليون لاجئ سوري، وفق إحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، معظمهم يعيشون في مخيمات حدودية بظروف معيشية سيئة.
Sorry Comments are closed