أنقرة: ناقشنا انسحاب الأميركان من سوريا خلال 120 يوماً

فريق التحرير9 يناير 2019Last Update :
المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن

أعلن متحدث الرئاسة التركية “إبراهيم قالن” أن الأتراك ناقشوا مع الوفد الأمريكي برئاسة مستشار الأمن القومي “جون بولتون” في أنقرة، تفاصيل انسحاب القوات الأمريكية من سوريا في غضون 120 يوماً.

وأوضح “قالن” في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة أنقرة اليوم الثلاثاء عقب لقائه مع الوفد الأمريكي الذي ضم كلاً من (مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، ورئيس الأركان جوزيف دانفورد) أن “الجانبين ناقشوا خلال الاجتماع ضرورة تطبيق خارطة الطريق حول منبج شمالي سوريا بين أنقرة وواشنطن كما هو متفق عليه”.

وقال “قالن” إن الولايات المتحدة سبق أن أبلغتهم أنها ستسحب قواتها من سوريا خلال مدة تتراوح بين 60 و100 يوم، إلا أنها أبلغتهم لاحقا أن ذلك يتطلب 120 يوماً، مضيفاً أن “تركيا لا تعتبر ذلك تأخيراً كبيراً” وفق تعبيره.

وأضاف “قالن” إن “الأمريكان أخبرونا أنهم يبحثون مسألة الأسلحة التي بحوزة مليشيات الأحزاب الكردية، ومصير 16 قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا”، مشدداً على أن “تركيا تتطلع لسحب الولايات المتحدة جميع الأسلحة التي قدمتها إلى المليشيات ولا يمكنها القبول بأي بديل آخر”.

وأكد متحدث الرئاسة التركية أنه “لا تباطؤ في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي”، مكملاً “انتقلنا الآن إلى مرحلة ما بعد الدوريات المشتركة.. يجب انسحاب عناصر المليشيات من منبج بشكل كامل، وتسليمها إلى العناصر المحلية”، مؤكداً “سنواصل جهودنا المتعلقة بمرحلة الانتقال السياسي في سوريا”.

وكشف “قالن” عن “تسليمه ملفين إلى بولتون، أحدهما متعلق بجرائم مليشيا (ي ب ك) التي تصنفها أنقرة كمنظمة إرهابية، وأكد أن تركيا ستواصل تنفيذ ما يقع على عاتقها من أجل حماية المدنيين في سوريا، بما فيهم الأكراد.

وشدد بالقول أن “الزعم بأن تركيا ستقتل الأكراد في حال دخولها (شرق الفرات) وإنهم سيتضررون، ليس سوى دعاية تطلقها منظمة (بي كا كا) الارهابية”، وانتقد “قالن” الخلط بين الأكراد ومنظمة (بي كا كا) الإرهابية وجناحها بسوريا (ب ي د / ي ب ك)، مؤكداً على ضرورة الفصل بينهما.

وأضاف أن منظمات إرهابية مثل (بي كا كا) و(ي ب ك / ب ي د) لا يمكنها أن تمثل الأكراد، مؤكداً على عزم بلاده مواصلة كفاحها ضد الإرهاب داخل سوريا، ونوه “قالن” أن “تركيا سبق وأن فتحت أبوابها أمام الأكراد الفارين من ظلم الرئيس الراحل صدام حسين في العراق، كما استقبلت أكثر من 200 ألف كردي سوري عقب أحداث مدينة عين العرب (كوباني).

وبشأن العملية العسكرية التركية المرتقبة في شرق الفرات أوضح قالن “سنقوم بالتنسيق مع الجميع إلا أننا لن نأخذ إذنا من أحد”، وأضاف “لم يتم التطرق إلى موضوع إنشاء منطقة عازلة شمالي سوريا، خلال اجتماعنا مع الوفد الأمريكي برئاسة بولتون”.

وتابع: “نحن سنواصل بذل قصارى جهدنا لسير هذه المرحلة بطريقة صحية في إطار علاقة التحالف مع الولايات المتحدة”، وأضاف “أنقرة ترحب بقرار ترامب الانسحاب من سوريا، وخلال اجتماعنا مع الوفد الأمريكي ناقشنا كيفية الانسحاب والهيكلية التي سيخلفها ومصير الأسلحة الثقيلة التي وزعتها أمريكا وقواعدها العسكرية ومراكزها اللوجستية في سوريا.

وأشار “قالن” إلى أن السلطات العسكرية ووحدتي الاستخبارات ستواصلان مناقشة المسألة بطريقة شاملة في الأيام القادمة، وتابع “نحن سنواصل بذل قصارى جهدنا لسير هذه المرحلة بطريقة سليمة في إطار علاقة التحالف مع الولايات المتحدة”.

وأكد “قالن” أن “موقف بلاده بخصوص وحدة الأراضي السورية واضح، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية ضمان وحدة الكيان السياسي في سوريا أيضا، وشدد على وجوب تطهير الأراضي السورية بما فيها المناطق الحدودية مع تركيا من جميع المنظمات الإرهابية.

وتابع في ذات السياق “وبالتالي لن يتم ضمان أمننا الحدودي فحسب، بل سيجري إنقاذ جميع المدنيين السوريين دون تمييز بين الأكراد والعرب والمسلمين والمسيحيين والأيزيديين، من الهجمات والضغوط الإرهابية”.

واعتبر عملية الانسحاب خطوة مهمة في حماية وحدة الأراضي السورية وتطهيرها من الإرهاب، وأكمل “يجب ألا نسمح لعملية الانسحاب بخلق فرص جديدة لمنظمات إرهابية أو عناصر أخرى بما في ذلك (ب ي د / ي ب ك) بالطبع، سنكون في حالة تنسيق مع حلفائنا الأمريكيين”.

وأكد أنه لا يوجد أي تراجع أو توقف في مسألة محاربة “داعش”، كما عبّر عنها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” لنظيره الأمريكي “ترامب” مبيناً أن تركيا تأتي في صدارة الدول التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وعضو مهم ضمن التحالف الدولي ضد التنظيم الارهابي.

وأشار إلى أن عودة السوريين إلى مناطقهم مرتبطة بتوفير الأمن، مستشهداً بعودة 200 ألف سوري العام الماضي من تركيا إلى المناطق التي سيطرت عليها قوات الجيش السوري الحر والقوات التركية شمالي حلب، لاسيما مدن (جرابلس، وعفرين، والباب).

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل