علاء فطراوي – إدلب – حرية برس:
تواجه العملية التعليمية صعوبات عديدة في المناطق المحررة شمال سوريا، ويعود ذلك إلى انقطاع الدعم من قبل المنظمات وتدمير المدارس الممنهج من قبل طائرات الأسد وروسيا، بالإضافة إلى تلف الخيام التي تمزقت عبر السنين وكانت بديلاً عن المدارس المدمرة.
وتعد مدرسة ’’مخيم علي بن أبي طالب‘‘ والواقعة قرب بلدة سرمدا شمال محافظة إدلب، واحدة من مئات المدارس التي تعاني من تلك المآسي، إلا أنها تنهض بأجيال جديدة رغم العقبات والصعوبات التي تعانيها.
وقال الأستاذ “عبد السلام” مدير مدرسة علي بن أبي طالب لـ”حرية برس” إن “طلاب وكادر المدرسة نازحون من قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي، وتعرضوا للتهجير عدة مرات، وفي كل مرة كنا ننقل مدرستنا التي هي عبارة عن خيام صغيرة الى المكان الجديد، حتى استقر بنا الحال بالقرب من بلدة سرمدا شمالي إدلب”.
وأضاف “عبد السلام” إن “المدرسة تضم 150 طالب وطالبة، يتلقون تعليمهم دون انقطاع رغم عدم وجود الدعم، وازدادت المعاناة في الفترة الأخيرة في ظل فصل الشتاء والعاصفة المطرية الأخيرة التي ضربت المنطقة، حيث أحاط الطين بخيام المدرسة التي تتسرب مياه الامطار الى داخلها”، مشيراً إلى “عدم وجود أرضية اسمنتية داخل الخيام وطرق مرصوفة بين الصفوف، حتى وجب على الطالب توخي الحذر عند خروجه من مقعده الى السبورة خوفا من الانزلاق”.
وأشار “عبد السلام” إلى أن “كادر المدرسة ناشد المجمعات التربوية والمنظمات والمجالس المحلية والمنظمات الانسانية لكن جدوى، حيث أن الاحتياجات كبيرة أهمها توفير مكان مناسب وبناء صفوف وفرش طرق المدرسة وتقديم الدعم للمعلمين الذين يمارسون عملهم بشكل تطوعي من البداية”.
واختتم “عبد السلام” حديثه قائلاً “نعمل جاهدين لتقديم العملية التعليمية لأطفالنا ولا نريد لهم حياة الجهل، وسنبقى مستمرين بجهودنا التطوعية في سبيل تعليم هؤلاء الأطفال حتى وإن لم نتلقى أي دعم من الجهات أو المنظمات التعليمية المختصة فالعلم نور والجهل ظلام”.
بدوره قال الطالب “أسعد”، لحرية برس “أنا ورفاقي ندرس هنا في هذا المكان الذي تحيط به المياه من كل جانب والأمطار تتساقط علينا داخل الصف ولا نستطيع تحريك أرجلنا بسبب الطين والوحل العالق بأحذيتنا”، مشيراً إلى أن البرد شديد في المدرلسة التي تفتقر لوسائل التدفئة”.
الجدير بالذكر أن المخيمات العشوائية المنتشرة على الحدود السورية التركية شمالي إدلب وحلب تفتقر إلى أدنى متطلبات العيش الكريم، علاوة على غياب المدارس في أغلب هذه المخيمات حيث تقتصر العملية التربوية هناك على جهود فردية وتطوعية.
Sorry Comments are closed