الخلافات الفصائلية تتصاعد و”تحرير الشام” تحشد لاقتحام معرة النعمان وأريحا

فريق التحرير8 يناير 2019آخر تحديث :
جانب من رباط عناصر الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر – حرية برس©

عائشة صبري – حرية برس:

في الوقت الذي تواصل “هيئة تحرير الشام”، النصرة سابقاً، حشد قواتها في محيط مدينتي معرة النعمان، وأريحا، في إدلب، استعداداً لاقتحامهما، تتواصل الخلافات بين فصائل المعارضة على خلفية تباين مواقفها من العدوان الذي شنته “تحرير الشام” على فصيل نور الدين الزنكي وأسفر عن سيطرة الهيئة على مواقع حركة نور الدين الزنكي المنضوية ضمن صفوف فصيل “الجبهة الوطنية للتحرير”.

فقد أعلنت قيادة “الجيش الثاني” التابع للجبهة الوطنية للتحرير في بيان لها اليوم الاثنين، فصل النقيب “علاء قطيني” من ملاك فرع العمليات، بسبب اتخاذه قراراً فردياً دون الرجوع لقيادة الجيش أعلن فيه “قطيني” الحياد في الاقتتال الفصائلي الدائر، والتزامه بنقاط الرباط على جبهات شمالي حماة ضد نظام الأسد ومليشياته وقوات العدوان الروسي، وفق ما جاء في بيان النقيب قطيني.

وقال النقيب “علاء قطيني” في تصريح خاص لـ”حرية برس” إنه اتخذ قرار الحياد حفاظاً على مهمته في الجيش الثاني المسؤول عن قطاع رباط شمالي حماة، واضاف قطيني: “اتخذت قرار الحياد عن الاقتتال الدائر بعد لقاء مع الأمنيين في هيئة تحرير الشام من أجل تحييد المرابطين على جبهات نظام الأسد عن الاقتتال، أو أثناء عمليات تبديل نقاط الرباط وهذا القرار حفاظاً على دماء المقاتلين بهذه المنطقة”.

وأوضح قطيني: “تلقيت قرار الفصل كأمر طبيعي، وهذا القرار لا يعني أني تركت نقاط الرباط أو تخليت عن مشروعي الذي بدأت فيه منذ العام 2012، وأنا مستمر بالعمل دفاعاً عن بلدي ومنطقتي التي لا أتخلى عنها سواء كفرد أو ضمن فصيل، وذلك عبر الإشراف بشكل فردي على نقاط الرابط دون الرجوع لأيّ فصيل كان، ولكي لا يتعرّض أي مقاتل ضمن المجموعة التي أشرف عليها لضرر”.

وأوضح النقيب قطيني أن “قرار الفصل يخص شخصه فقط، ولا يخص المجموعة بالكامل التي ما تزال ضمن الجيش الثاني، واستطعنا إيصال الرسالة بعدم الاقتتال الداخلي، ونرجو أن تتخذ بقية الفصائل هذه الخطوة لأنّنا في الفترة الراهنة لدينا أمور أسمى، والاقتتال سيجعل الفصائل لقمة سائغة للنظام”.

وفي سياق متصل، أعلنت قيادة “فيلق الشام” في بيان، الاثنين، إنهاء عمل فصيل “الفوج 111” الذي يقوده النقيب “طالب الطالب” في صفوفها، دون ذكر أسباب ذلك، لكن مصادر محلية أكدت أنه بسبب إصدار الفصيل بياناً فردياً باسمه دون الرجوع لقيادة الفيلق.

وجاء في بيان “الفوج 111” أن موقفه ثابت وهو الحياد والنأي بالنفس عن الاقتتال الحالي بين “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” التي يعتبر فيلق الشام أبرز فصائلها، والدعوة إلى إيقافه، وتغليب المصلحة العامة والسعي في المشاركة بمبادرات الصلح، كما أشار إلى أن مقاتليه مستنفرين دائماً في رباطهم على جبهات شمالي حماة ضد النظام وميليشياته.

ومن جهته، أكد الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير، النقيب “ناجي مصطفى” في تصريح صحفي مساء اليوم، حول المبادرات الداعية للتحاكم لشرع الله، أن موقفهم ثابت دوماً ولم يتغير منذ فجر الثورة وهو “التسليم التام لشرع الله والرضى بالتحاكم إليه”.

وقال مصطفى: “كما نذكر بموقف خصومنا الثابت أيضاً منذ بداية الثورة وهو الاستنكاف والاستكبار عن حكم الله ووضع الحجج والأباطيل للإعراض عنه، وننوّه إلى أن البغاة لا يدعون علينا اليوم مظلمة أو مأثمة، وإنما هو التغلب والعدوان الصراح بلا شبهة ولا تأويل غير آبهين بحرمة الدماء ولا بتفريغ الجبهات” في إشارة إلى هيئة تحرير الشام.

وفي وقت سابق اليوم، دعت غرفة عمليات “وحرَّض المؤمنين”، في بيان لها إلى مبادرة لإنهاء الصراع بين الفصائل تحت اسم “شرع الله يفصل بيننا”، وتتضمن المبادرة دعوة الفصائل الموجودة في المناطق المحرَّرة إلى “حلِّ النزاعات فيما بينها عبر محكمة شرعية متوافق عليها بين جميع الفصائل تختص بفض النزاعات وتقضي بينهم بما أنزل الله”.

وفي الأثناء أكد الرائد “يوسف حمود” الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني في تصريح  لـ”حرية برس” أنهم شكّلوا “غرفة عمليات عسكرية” لصد بغي “هيئة تحرير الشام”، بهدف حماية المدنيين في ريف حلب الغربي ومدينة إدلب وريفها، موضحاً أن هذه الغرفة تضم المقاتلين المهجّرين الذين ذهبوا لنصرة المدنيين هناك، وتم إعادة تنظيم صفوفهم وتوحيدهم في هذه الغرفة.

هذا وتشهد أطراف مدينتي معرة النعمان وأريحا جنوبي إدلب منذ الأمس حشودات عسكرية لتحرير الشام، وأغلقت الجبهة الوطنية على إثرها اليوم الاثنين، كافة الطرق المؤدية إلى مدينة “معرة النعمان” بسواتر ترابية، مع إبقاء طريق أريحا – المعرة كونه خاضع لسيطرة الجبهة بالكامل، وذلك تحسباً لاقتحامها من قبل الهيئة.

يُذكر أن تحرير الشام وبعد سيطرتها على مدينة “الأتارب” أمس الأحد، اتفقت اليوم مع وجهاء بلدة “حزانو” على خضوع البلدة لحكومة الإنقاذ والإدارة المدنية والعسكرية، والتزام الفصائل الحياد عن قتال الهيئة، بحسب بيان لمجلس أعيان البلدة، وذلك بعد سيطرة الهيئة على كامل مواقع الجبهة الوطنية (حركة نور الدين الزنكي) غربي حلب وتهجير المقاتلين إلى مدينة عفرين شمالها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل