حرية برس:
في إطار السعي نحو لفت أنظار المجتمع الدولي وكسب تأييده، تسعى حكومة الأسد في محاولات بائسة لإعادة اللاجئين السوريين من البلدان المجاورة إلى المناطق التي سيطر عليها جيش النظام تحت مبدأ ’’الأمن والأمان‘‘ وعودة سوريا إلى ماقبل اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وأعلن القائم بأعمال سفارة نظام الأسد في الأردن، عن اتفاق بين النظام والجانبين الأردني والروسي، لتأمين ’’نقاط أو مراكز‘‘ تسهل عبور اللاجئين السوريين من الأردن إلى سوريا.
وقال أيمن علوش، القائم بأعمال سفارة الأسد في العاصمة عمان، لموقع ’’CNN‘‘، إن هناك اتفاقاً بين الهلال الأحمر السوري والحكومة الأردنية والجانب الروسي، على “تأمين نقاط أو مراكز” لتسهيل عودة اللاجئين إلى سوريا.
وأضاف ’’جرى الاتفاق على ذلك، وفي أي وقت يمكن أن يُنَفَّذَ على أرض الواقع، ويمكن العبور الآن من خلال المنطقة الحدودية، فالمعبر بحاجة إلى تنظيم أكثر حيث هناك توافد من بعض التجار يومياً، وهناك تجاوب إيجابي من الجانب الأردني في كل العناوين المتعلقة بتسهيل العبور، وكله يجري الحديث عنه بما في ذلك زيادة عدد ساعات العمل‘‘.
وأشار القائم بأعمال نظام الأسد إلى أن العودة متاحة لكل من يحمل جواز سفر سوري ساري المفعول عبر المعابر الحدودية، فيما يجري تمديد الجوازات المنتهية، من أجل العودة حصرياً، لمدة 20 يوماً، فيما تحدّث عن أكثر من ’’100‘‘ طلب تمديد تتلقاهم سفارة النظام يومياً لهذه الغاية، حسب قوله.
فيما زعم القائم بأعمال نظام الأسد في عمّان، أن السماح للاجئين السوريين بالحصول على تراخيص عمل لم يكن أمراً ممكناً من قبل في مخيمات اللجوء، وهو أحد الأسباب التي ’’تعطّل‘‘ عودتهم إلى سوريا بعض الشيء، على حد تعبيره.
بدورها، اعتبرت ’’ماري قعوار‘‘، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة الأردنية، أن الأردن ملتزم بالعودة ’’الطوعية‘‘ للاجئين السوريين إلى بلادهم، فيما رأت أن كل الاحتمالات مفتوحة على أي تغييرات بشأن عودتهم في ظل تسجيل أرقام متواضعة، منذ إعادة افتتاح معبر جابر نصيب.
وبيّنت قعوار أن الأردن لم يبحث تحديد “أي آلية” مع المجتمع الدولي أو مفوضية شؤون اللاجئين فيما يتعلق بعودتهم، قائلةً: إن الحكومة الأردنية ستتعامل مع هذا الملف بمرونة، من حيث ترتيب أولويات احتياجات اللاجئين، ضمن خطة الاستجابة الحكومية المالية للعام المقبل 2019.
في حين أظهرت دراسة أجراها مركز ’’نماء‘‘ للاستشارات الاستراتيجية في عمّان مؤخراً، ما يثبت محاولات نظام الأسد البائسة في إعادة اللاجئين السوريين إلى أحضانه، حيث أن ’’33% من اللاجئين السوريين أفادوا أنهم لن يعودوا إلى سوريا أبداً، وأن 24% غالباً لن يعودوا، وأن 14% فقط مصممون على العودة‘‘.
وسبق أن صرح مصدر رسمي أردني في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أنه ’’غادر المملكة عبر معبر نصيب الحدودي، منذ افتتاحه، 28 ألفاً و774 مواطناً سورياً لا يحملون صفة لاجئ، بينما بلغ عدد السوريين الذين دخلوا الأردن 14 ألفاً و741 شخصا”، حسب قوله.
فيما نفت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن، التقارير والتصريحات الأردنية، والروسية أيضاً، التي تحدثت عن عودة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين في الأردن.
وقال ’’ستيفانو سفيري‘‘، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، ’’منذ أن تم فتح معبر نصيب الحدودي في 15 من شهر أكتوبر الماضي، كانت هناك العديد من الأرقام التي تتناول عودة اللاجئين، وأقول إن الأرقام الصادرة عن بعض المصادر، التي تتحدث عن أكثر من 30 ألف لاجئ، فهو مبالغ فيه قليلاً، وتعكس هذه الارقام الحركة العامة على الحدود، لا الأرقام الفعلية للاجئين‘‘.
وأوضح سيفيري ’’تمكنا من التأكد والتحقق من خلال قاعدة البيانات الخاصة بنا من أن هناك 3852 لاجئاً عادوا إلى سوريا في الفترة ما بين 15 أكتوبر و1 ديسمبر، ونستند في هذا إلى القائمة المقدمة من الحكومة الأردنية، التي تضمنت بالتفصيل عدد اللاجئين الذين سجلت عودتهم، البالغين 4300 لاجئ، وعلى الرغم من اختلاف الأرقام، إلا أن هناك عديداً من السوريين غير مسجلين لدى المفوضية، وهذا هو السبب الرئيسي للفارق‘‘.
عذراً التعليقات مغلقة