وليد أبو همام – حماة – حرية برس:
في ظل متطلبات الحياة الكثيرة، أصبح تكوين العائلة من الأمور التي تحتاج إلى كثير من التروي و التفكير، فصار الزواج حلم الكثيرين من الشباب بعد أن ضاقت الأحوال المعيشية و انقطعت مصادر الدخل. و نتيجة لذلك و لأسباب أخرى تراجعت نسبة الشبان القادرين على الزواج.
خلال السنوات الأخيرة القاسية التي مرت على الشعب السوري بما حملته من قتل و تدمير و تهجير على يد النظام الحاكم ، لم يستطع كثير من أبناء الشعب السوري الحفاظ على مستوى معيشة لائق، وخاصة أبناء الطبقة المتوسطة، الذين اعتادوا الاعتماد على الزراعة أو تربية الحيوانات.
وبعد تطبيق الاتفاق المزعوم في منطقة شمال حماة، وعودة الأمان بشكل نسبي إلى بعض المناطق المحاذية للجبهات، بدأ أهالي بلدة مورك، التي دمرت الطائرات و المدافع و الصواريخ جزءاً كبيراً من معالمها، و قتلت كثيراً من أبنائها وشردت من تبقى منهم، العودة إلى بيوتهم، لكن آثار الدمار كانت كبيرة و طالت كل شيء، ووصلت آثارها إلى الناحية الاجتماعية حيث أصبح تكوين أسرة أمراً صعباً للغاية.
يقول “أبو إسلام”، أحد سكان البلدة، إن معظم السكان يعتمدون في معيشتهم على أشجار الفستق التي تشتهر البلدة بزراعتها، و نتيجة للمعارك التي حدثت في محيطها، والقصف الذي طال بساتينها، خسرت البلدة كثيراً من أشجار الفستق، وبالتالي فقدت العائلات مصدر رزقها الوحيد. علاوة على ذلك، هناك نسبة كبيرة من الشبان الذين تجاوزوا الثلاثين من العمر، إلا أنهم عازفون عن الزواج بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليفه التي تبدأ بتأمين بيت للسكن بعد أن دمار أكثر من 60% من بيوت البلدة واحتياج المتبقي للترميم، يضاف إلى ذلك موضوع المهر الذي يعتبر عقبة كبيرة في وجه الراغبين بالزواج. فرغم كل ما حصل ما زال البعض يصر على طلب مهر غال يصل إلى مليون ليرة، يضاف إليها مصاريف أخرى لتجهيز المسكن.
و يكمل أبو إسلام حديثه بالقول: “إن ما جرت عليه العادة في أغلب القرى الريفية أن ينتظر الشاب إلى نهاية الموسم الزراعي حتى يقدم على الزواج. وفي بلدة “مورك” كان موسم قطاف الفستق الحلبي يشكل دخلاً جيداً، و بالتالي يساعد على تكاليف الزواج”.
أما الآن وبعد اقتلاع و احتراق كثير من الأشجار فقد أصبح موسم الفستق، في حال وجوده، لا يسد حاجة صاحبه المعيشية.
ويعزو عبدالواحد أبو محمد من بلدة “مورك” تأخر الزواج في البلدة إلى ما جرى فيها من دمار، حيث أن غالبية بيوت البلدة مدمرة تماماً أو جزئياً، إضافة إلى عدم وجود مصادر للدخل بعيداً عن الأشجار القليلة، ناهيك عن المعاناة الكبيرة التي ذاقها الأهالي جراء النزوح، حيث أنفقوا كل ما يملكون لتأمين معيشتهم .
و بلغت نسبة الشباب العازفين عن الزواج حوالي 30% من الشباب في سن الزواج، و أصبح الزواج من الأمور النادرة في البلدة بعد أن كانت تشهد أسبوعياً زواج عدة أشخاص.
Sorry Comments are closed