فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس
في بيتٍ لا يتجاوز الأمتار عرضاً وطولاً، في أحد أزقة مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين جنوبي قطاع غزة، تتجلى البساطة والأمل والطموح في وجه شاب فلسطيني لا يتجاوز الحادية والعشرين من العمر، أراد الوصول بإبداعه وفنه إلى العالم من خلال صنع أشكال وتحف فنية جميلة، تجذب العديد من الزوار إلى المكان، أعدها بواسطة أسلاكٍ حديدية، ليكون ذلك الفن الأول من نوعه في فلسطين والوطن العربي.
وذكر الفنان “محمود النباهين” خلال حديثه لحرية برس، إن ” فكرة العمل والنحت باستخدام الأسلاك بدأت منذ الصغر”، لكنه قام بتطوير تلك الموهبة منذ أشهر قليلة ، عندما عمل مع إحدى المؤسسات المحلية النشطة في مجال الفن التشكيلي في قطاع غزة.
وأوضح أنه ابتكر تلك الفكرة بنفسه خلال محاولاته وتجاربه، حتى وصل إلى الإبداع باستخدام تلك الأسلاك”.
الصعوبات والعراقيل
وبين الفنان النباهين، أنه واجه العديد من الصعوبات والعراقيل، بسبب عدم توفر المواد الخام والمعدات اللازمة للاحتراف، نتيجة عدم التمكن من إدخالها عبر المعابر الحدودية التي تفصل قطاع غزة عن العالم الخارجي، حيث أن الاحتلال الإسرائيلي منع دخولها بعد فرض حصاره على القطاع منذ ما يزيد عن 12 عاماً.
وأردف النباهين: “تلك الموهبة ينقصها الدعم المالي، حيث أنني عاجز عن شراء بعض المعدات اللازمة للنحت وتشكيل العديد من التحف الجميلة نتيجة الوضع الاقتصادي وعدم حصولي على فرصة عمل هنا أو هناك لتطوير موهبتي وصولاً إلى العالمية في عالم النحت باستخدام الأسلاك الشائكة”.
الآمال المستقبلية
وطالب الفنان العشريني، الجهات المعنية والمؤسسات التي ترعى تلك المواهب على الصعيد المحلي أو العربي بتقديم الدعم له، من أجل التقدم والاحتراف في عالم الفن بواسطة الأسلاك الشائكة والحديد، حيث أن قطاع غزة لا يدعم تلك المواهب الشبابية بسبب تردي الوضع الاقتصادي الذي انعكس على باقي القطاعات داخل المجتمع الفلسطيني.
ويطمح الفنان إلى تجسيد القضية الفلسطينية منذ بدايتها حتى عامنا الحالي أو حتى ما لا نهاية، من أجل التعريف بالقضية التي غفل عنها العالم، ليكون هذا الفن والنحت الأفضل من نوعه على مستوى عالمي، إلى جانب تعليم ذلك الفن من خلال إقامة مشروع للتعريف بالنحت بواسطة الأسلاك والحديد.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يفرض حصاره على قطاع غزة، الأمر الذي انعكس سلباً على الاقتصاد المحلي، إلى جانب ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب الخريجين من الجامعات الفلسطينية وانضمامهم إلى قائمة العاطلين عن العمل. كل تلك الأسباب السابقة تشكل عائقاً أمام ظهور إبداع تلك الفئة المهمشة من قبل الجهات المعنية والمسؤولة في القطاع، لتطوير مواهبهم ووصولها إلى العالم.
Sorry Comments are closed