مصطفى أبو عرب – حماة – حرية برس:
أنشأ نازحون من بلدة كرناز في ريف محافظة حماة الشمالي، قرية نموذجية مصغرة، بعد رحلة النزوح والتهجير الشاقة التي استمرت سبع سنوات، أطلقوا عليها اسم ’’كرناز الجديدة‘‘، وأنشِأت هذه القرية في ريف إدلب الجنوبي قرب بلدتهم الأم التي تسيطر عليها قوات الأسد.
وقال مدير المجلس المحلي، الأستاذ ’’حسين وردة‘‘، في حديثه لحرية برس، ’’هُجّرنا عام 2012، بعد عام من انطلاق الثورة السورية، حيث قصف نظام الأسد البلدة بكافة أنواع الأسلحة من قذائف وصواريخ، ناهيك عن القصف الجوي‘‘، مضيفاً: ’’هذه هي السنة السابعة لنزوحنا عن بلدتنا‘‘.
وأشار وردة إلى أن ’’النزوح له مآس كثيرة، حيث توزع قسم كبير في الداخل، ولجأ قسم آخر إلى الخارج في تركيا وأوروبا‘‘، مضيفاً أن ’’الناس التي بقيت في الداخل تعرضت لأزمات كثيرة بخصوص السكن، والتنقل المستمر، وعدم الاستقرار في مكان محدد لصعوبة وجود سكن، في ظروف سيئة للغاية، وبعد عذاب 3 سنوات من التنقل ولدت فكرة بناء تجمعات سكنية لنسكن فيها ونشكل قرية، وقد أنشأنا 3 تجمعات سكنية‘‘.
وأوضح وردة أن قسماً من الأهالي بنى عمارات كاملة، وبنى قسم آخر غرفاً، وآخرون خياماً، وهكذا تم انشاء قرية ’’كرناز الجديدة‘‘، مستدركاً أن الأهالي قاموا بعمل تشاركي شعبي لشراء أعمدة الكهرباء وتمديدها إلى القرية بشكل كامل، بالإضافة إلى حفر بئرين ارتوازيايين، لكن لم يتم تجهيز الآبار بشكل كامل بسبب ضعف الإمكانات المادية.
وأشار مدير المجلس المحلي إلى أن القرية تحتاج إلى خدمات ضرورية كالخبز وتأمين مدرسة للأطفال؛ حيث أنهم يسيرون حوالى 2-3 كم، للوصول إلى المدارس القريبة منهم، كما يوجد حالات مرضية مزمنة في القرية بحاجة إلى العلاج، وقد ساعد المجلس المحلي الأهالي بالإمكانات المتاحة له، على حد قوله.
فيما ناشد ’’سامر سويدان‘‘ أحد قاطني كرناز الجديدة، المنظمات الإنسانية، من أجل أمه المصابة منذ 10 سنوات، بتشمع في الكبد وأمراض مزمنة أخرى، مؤكداً أنه لا يستطيع شراء الدواء لها بسبب الغلاء، وأن الدواء لا يتوفر الا في مناطق سيطرة نظام الأسد، وأن لديه أخ بقدم مبتورة بسبب قصف طيران الأسد وأن هذا حال كثيرين من سكان القرية.
يشار إلى أن قوات الاسد سيطرت على بلدة كرناز شمال حماة في مطلع العام 2013 بعد معارك عنيفة مع الثوار، استخدمت قوات النظام فيها مختلف الأسلحة.
عذراً التعليقات مغلقة