ياسر محمد – حرية برس
شهد الشهر الأخير من العام الجاري تكثيفاً غير متوقع لإعادة مجرم الحرب بشار الأسد إلى حظيرة الأنظمة العربية وجامعتها، من الزيارة المفاجئة للرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، والتي شكلت بداية كسر عزلة “الأسد” رسمياً، إلى زيارة اليد الباطشة لبشار، المجرم علي مملوك إلى مصر ولقاء رئيس جهاز مخابراتها، وصولاً إلى إعلان الإمارات والبحرين، أمس الخميس، إعادة فتح سفارتيهما لدى نظام الأسد.
أما تونس، والتي انطلقت منها شرارة الربيع العربي نهاية العام 2010، فقد دخلت على خط التطبيع من الجو!.
حيث استقبل مطار المنستير الدولي شرقي تونس، أمس الخميس، أول رحلة جوية قادمة من العاصمة السورية دمشق، وعلى متنها 141 شخصاً، وذلك بعد توقف الرحلات الجوية بين البلدين منذ عام 2012.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن “محمد عزيز بوزقرو” آمر المطار التونسي قوله بأن الرحلة الجوية القادمة من مطار دمشق الدولي أمنتها شركة “أجنحة الشام” السورية الخاصة، وحطت في تونس بتمام الساعة 11.25 بتوقيت غرينتش.
وأقلت الطائرة 141 سورياً (من الشبيحة) من دبلوماسيين سابقين وإعلاميين ومحامين ومهندسين وأطباء، ورفع الشبيحة القادمون صور رأس النظام بشار الأسد، وعلم النظام، احتفالاً بإعادة فتح الخط الجوي بين البلدين، وتعبيراً عن فرحهم بكسر العزلة التي كانت مفروضة عليهم وعلى نظامهم.
هذه الخطوات العربية المتسارعة؛ دعت إلى سؤال طرحه كثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مفاده: هل يلحق “بشار الأسد” صوره إلى تونس من بوابة “القمة العربية” المقبلة، والمقرر عقدها في تونس خلال شهر آذار من العام القادم؟.
مصدر دبلوماسي عربي -طلب عدم الكشف عن اسمه- قال لرويترز الأسبوع الماضي: إنه يعتقد أن الأغلبية تريد إعادة سوريا (نظام الأسد) لمقعدها في جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أنه لا يتوقع معارضة سوى ثلاث أو أربع دول (من بينها السعودية وقطر والكويت).
وبينما كانت السعودية تتصدر الدول العربية الرافضة لإعادة نظام الأسد إلى الحظيرة العربية، فإن الموقف قد يتغير بعد موقف حليفيها اللدودين (الإمارات والبحرين) اللذين كانا أول من أعاد العلاقة رسمياً مع النظام.
ولم تكتفِ الإمارات بفتح سفارتها، بل دعا وزير الشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، الدول العربية لإعادة المياه إلى مجاريها مع نظام الأسد، متجاهلاً الجرائم التي ارتُكبت بحق ملايين السوريين على يد الأسد ونظامه وأجهزته الأمنية.
الصحفي والمحلل السياسي ياسر الزعاترة رأى أن السعودية لن تتأخر كثيراً في إعادة علاقاتها مع نظام الأسد، فكتب على صفحته في تويتر: “البحرين تعلن استئناف علاقتها مع نظام بشار عبر فتح السفارة بعد يوم واحد من فتح سفارة الإمارات. هذا يشير إلى أن فتح سفارة السعودية لن يتأخر كثيرا. المشهد العربي والإقليمي يزداد تعقيدا، لكن المصيبة تبقى هي ذاتها ممثلة في خلل الأولويات الذي يضيّع البوصلة ويعزز الخسائر”.
ويرى مراقبون أن الخطوة السعودية -إن تمت- ستجعل باقي الأنظمة العربية تقتدي بها فوراً، باستثناء دولة قطر التي ستبقى المعارض الوحيد لإعادة نظام بشار إلى الجامعة العربية، ويمكن أن تنضم إليها دولة الكويت، وفق ما يرى محللون.
أما تونس التي قال وزير خارجيتها منذ أيام إن عودة سوريا (نظام الأسد) إلى الجامعة العربية يحتاج توافقاً عربياً، فإنها تسعى بشكل حثيث إلى إعادة علاقاتها مع نظام الأسد، حيث تقوم وفود برلمانية وإعلامية بزيارات دعم للنظام بين الحين والآخر، كما أن الحكومة التونسية برئاسة مهدي جمعة افتتحت سنة 2015 مكتباً في دمشق لإدارة شؤون ورعايا تونس في سوريا، وذلك بعد قطع العلاقات في عهد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي عام 2012.
فهل نرى مجرم العصر “بشار الأسد” يزيّن اجتماع إخوته في قمة تونس المقبلة؟!
Sorry Comments are closed