مقعد “برلماني” يشعل الصراع بين رؤوس الشبيحة في حماة

فريق التحرير127 ديسمبر 2018آخر تحديث :
شخصيات لديها سجل حافل بالإجرام تتخوف من التصفية وتفكر بالبقاء تحت جناح الأسد ونظامه – أرشيف

وليد أبو همام – حرية برس:

تشهد محافظة حماة انفلاتاً أمنياً كبيراً، وخاصة من أولئك الذين استخدمهم نظام الأسد لتنفيذ أعماله القذرة، ووضع بين أيديهم السلاح والسلطة حتى أصبح كل واحد منهم يشكل قوة كبيرة لا يمكن ردعها.

وما إن انتهت حاجة نظام الأسد منهم حتى بدأ بوضع حد لهم إما عن طريق الملاحقة القانونية أو التصفية المباشرة، إلا أن البعض منهم ظل محتفظاً بقوته بل واستخدمها للحصول على مبالغ مالية بفرض أتاوات على بعض التجار أو متابعة أعمال الخطف بقصد طلب الفدية أو استغلال قوته لتمرير بضائع مهربة وحتى الإتجار بالممنوعات، ولم يكتف هؤلاء بجمع الأموال بل أصبحت رغبتهم الأساسية الحصول على مكانة في حكومة نظام الأسد.

تعتبر بلدة الصبورة شرقي محافظة حماة من البلدات الموالية لنظام الأسد والمعروفة بكثرة عدد شبيحتها الموالين ومساهمتهم بشكل كبير في قتل الكثيرين من أبناء الشعب السوري، وخاصةً الأطفال و النساء ممن حاولوا الهروب من القرى التي تعرضت لقصف قوات النظام باتجاه الشمال السوري، حيث كان الطريق يمر بالقرب من هذه البلدة.

ومنذ قرابة الشهر توفي عضو مجلس الشعب بحكومة الأسد المدعو خضر الصالح والذي كان يمثل بلدة الصبورة، ولأنه يتوجب ملء المقعد الشاغر، بدأت عيون الكبار من شبيحة النظام تتطلع للوصول إلى هذا المنصب حتى يكون لهم حصانة وحماية في حال المحاسبة عن الأعمال المخالفة للقانون.

’’غزوان السلموني‘‘ الاسم الأكثر شهرة في الريف الشرقي لمحافظة حماة، وهو من بلدة الصبورة، تم تكليفه ليكون قائداً لمليشيا الدفاع الوطني التابعة لنظام الأسد في البلدة.

كان له دور كبير في قتل الكثير من الناس الذين حاولوا الفرار بإتجاه الشمال السوري حيث كان يضع الكمائن على الطرقات لاستهدافهم، وباعتباره جمع من المال الكثير ووطد علاقاته مع عدد من المسؤولين، تم ترشيح اسمه مع ثمانية آخرين ليتم اختيار واحداً منهم لمقعد مجلس الشعب إلا أن المشكلة كانت في ترشيح أربعة من بينهم ليسوا من البلدة، مما زاد ذلك من غضب المرشحين عن البلدة وخاصةً أن أحدهم هو المدعو ’’بسيم ناعمة‘‘.

وينحدر بسيم ناعمة من قرية تلجديد شرقي مدينة السلمية بريف حماة، وكان يعمل في مجال العقارات ويملك عدداً من المداجن ثم بدأ يعمل بتوزيع الوقود، وكان يعمل على بيعه في السوق السوداء، ويعتبره الكثيرون مسبباً لأزمة الوقود في المنطقة.

بدأ ناعمة بتقديم الدعم المادي للشبيحة الموالين للنظام، لتكوين قوة داخل قريته، حيث ساهم بشكل كبير في مدهم بالسلاح وتأمين الحماية لهم من المساءلة وخاصةً أن معظم من ينضم إليهم هم من المتخلفين عن الخدمة أو المطلوبين بجرائم، وهذا ما زاد من ولائهم له وتنفيذ أي عمل يريده.

ومع موت عضو مجلس الشعب خضر الصالح حاول بسيم ناعمة الوصول إلى هذا المنصب لكنه يعلم أنه لا يملك قاعدة شعبية في بلدة الصبورة.

وبحسب مصادر خاصة فإن بسيم ناعمة قام بإعداد وليمة كبيرة دعا فيها محافظ القنيطرة في حكومة الأسد همام الدبيات، والذي ينحدر من مدينة السلمية، مما أثار الشكوك لدى البعض بأن ناعمة ينوي الترشح للمجلس، وكانت الشكوك في محلها بعد أن صدرت قائمة المرشحين وكان من بينهم مما أثار غضب أهالي بلدة الصبورة ومرشحيها.

ويعتبر تامر أسعد وقريبه غزوان السلموني من أوفر المرشحين حظاً للمجلس، وخاصةً أنهم يمتلكون قاعدة شعبية، إلا أن الأمر لم يعد بيد سكان البلدة فالاختيار سيكون بقرار سياسي للشخص الأكثر حظوة لدى مسؤولي نظام الأسد، وهذا ما جعل بسيم ناعمة منافساً قوياً لمرشحي البلدة، فيما يقول كل من تامر أسعد وغزوان إنهم أصحاب “تاريخ نضالي حزبي بعثي” ولهم الحق وحدهم بتمثيل البلدة، حسب تعبيرهم.

وتمت دعوة كافة المرشحين قبل عشرة أيام من قبل فرع حزب البعث التابع لنظام الأسد في حماة ليتحدث كل واحد منهم عن تاريخه وما قام به من أعمال قيادية أو حزبية.

وفي انتظار القرار الذي سيحسم الأمر لتولي ذلك المنصب، لا سيما أن تبادل الإتهامات بين المرشحين المذكورين ما زال مستمراً وقد ينتج عنه صراع مسلح كما جرت العادة في حل مشاكلهم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل