عائشة صبري – حرية برس:
اعتبرت “هيئة القانونيين السوريين الأحرار” المجتمع الدولي يغض الطرف عن نظام الأسد الذي يتمادى في الإجرام والقتل كعنوان للمرحلة الحالية، وأنَّ ملف المعتقلين والمفقودين والمغيبين قسراً في سجون النظام “يسير وفق ما يُخطِّط له بشار الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون”.
جاء ذلك في تصريح للمحامي “فهد القاضي” عضو هيئة القانونيين السوريين لـ”حرية برس” حول تقرير صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الأحد الفائت والذي كشف تضاعف عمليات الإعدام في سجن صيدنايا سيء الصيت بريف دمشق، واعتمدت الصحيفة بتقريرها على شهادات جديدة لـ 27 معتقلاً نجوا من سجن صيدنايا، موثقةً ذلك بصور التقطتها الأقمار الصناعية لعشرات الجثث التي تعود لمعتقلين تمت تصفيتهم داخل السجن.
وقال “القاضي” إن “عصابة الأسد بدأت بتسريع وتيرة الإعدامات والتصفيات داخل المعتقلات، وقد طالعتنا صحيفة واشنطن بوست بتقرير يؤكد ذلك، حيث يجلب نظام الأسد المعتقلين من كل حدب وصوب ليقوم بإبادتهم بشكل جماعي ووحشي، وهذا ما أكدته الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية.
وأضاف “القاضي” أن “هذا التقرير هو واحد من مئات التقارير التي توثق حالات الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام الأسد بحق المعتقلين، إلا أن العدالة الدولية ما زالت ساكنة لا تتحرك، لأنّها تسير وفق السياسة الدولية، حيث أن الأسد وحلفائه يعملون على إنهاء ملف المعتقلين، وتحويله إلى ملف مفقودين تحكمه بعض المواد في قانون الأحوال الشخصية السورية، كما أشارت لذلك التعليمات الصادرة عن مسؤولين بنظام الأسد بأن كل من له معتقل ولم يسمع عنه خبر منذ أربع سنوات فبإمكانه مراجعة المحاكم ليحصل على شهادة وفاة”.
وتابع عضو هيئة القانونيين إن “هدف عصابة الأسد قتل وتهجير وتصفية كل من عارضها ونادى بإسقاطها، فبعد كل التقارير الحقوقية الصادرة عن منظمات دولية، والتي توثق وتؤكد جرائم الإبادة الجماعية الممنهجة من قبل نظام الأسد وحلفائه بحقّ المعتقلين والتي أصبحت معلنة وواضحة للجميع، إلا أن التجاهل الدولي مستمر بشأن هذا “الهولكست البشري الفظيع”.
وفي ختام حديثه ذكّر “القاضي” أن “هيئة القانونيين السوريين نبهت إلى هذا الأمر من خلال المذكرة رقم 46 والمؤرخة بتاريخ 5/12/2018 والتي حذرت فيها من خطورة تحويل ملف المعتقلين إلى ملف مفقودين، إلّا أنَّ المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والقانونية والإنسانية مصرون على التغاضي عن جرائم الإبادة التني ينتهجها نظام الأسد ضد المعتقلين في سوريا منذ أكثر ثماني سنوات راح ضحيتها مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الذين نادوا بشعارات الحريّة والعدالة والتغيير.
الائتلاف المعارض يندد
بدوره ندد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان له بالجرائم التي يرتكبها نظام الأسد ومليشياته بحق آلاف المعتقلين وجرائم الإبادة الجماعية في سجون الأسد، والتي أكدها التحقيق الصحفي الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست.
وجاء في البيان الذي حصل “حرية برس” على نسخة منه إن ” آلاف الشباب السوريين الشرفاء والمخلصين لوطنهم وبلدهم مازالو يساقون بمنتهى الوحشية إلى مشانق الأسد في إطار جرائم حرب منظمة وجرائم ضد الإنسانية يمارسها النظام داخل سجن صيدنايا دون توقف بل مع تصاعد خطير خلال الفترة الماضية”.
وأضاف البيان إن التقرير الصحفي أكد مئات التحذيرات التي أطلقت بهذا الشأن حول نية نظام الأسد التخلص من المعتقلين وانهاء الملف عبر إبادات جماعية والتي بدأ بها منذ مطلع عام 2011.
وأشار البيان إلى أن “نظام الأسد سيستمر في ممارسة هذه الجرائم والإعدامات ورسم الخطط الرامية إلى زرع الخوف والرعب في قلوب المدنيين وقتل حاضرهم ومستقبلهم؛ ما لم يتم تهديده تهديداً جاداً، وما لم يكن هناك من يلجمه ويوقفه ويمنعه، الأمر الذي يتطلب مواقف وعملاً جماعياً من قبل الأطراف الفاعلية في المجتمع الدولي”.
واختتم البيان بأن “نظام الأسد وحلفاؤه سعوا ومنذ البداية إلى الاستمرار في خطوات إجرامية وإرهابية مدروسة تهدف في محصلتها إلى إجهاض الحل السياسي، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء على أشلاء ودماء ودمار وخراب وجرائم تم ارتكابها على مدار السنوات الماضية، مجلس الأمن الدولي مطالب باتخاذ إجراءات تضمن وقف الإعدامات بشكل فوري وقاطع، مع فتح السجون والمعتقلات السرية والرسمية أمام الصليب الأحمر الدولي”.
وكان تقرير واشنطن بوست ذكر أن صورة الأقمار الصناعية لأراضي سجن صيدنايا في آذار الماضي أظهرت تراكم العشرات من الأجسام المظلمة التي يقول الخبراء إنها تتفق مع أجساد البشر، فضلاً عن شهادات ناجين تشير إلى حدوث تصفيات جماعية في هذا المكان، إذ يتم تحويل المعتقلين من السجون في كافة أنحاء سوريا للانضمام إلى زملائهم الذين ينتظرون الإعدام في قبو صيدنايا ومن ثم يتم إعدامهم شنقاً قبل الفجر، بالإضافة إلى صور أخرى تم التقاطها لأراض عسكرية قرب دمشق في المنطقة ذاتها، أظهرت الزيادة الكبيرة في عدد القبور وعمليات الحفر.
وأوضح أنَّ عدد القابعين في السجن قد قل بسبب الإعدامات التي لا تتوقف، وأن السجن كان يحتوي على ما بين 10-20 ألف سجين، أما الآن فهناك على الأقل قسم من السجن فارغ تماماً، وبحسب السجناء الذين تم الإفراج عنهم، أنَّ بعضهم أرسلوا للشنق، إلا أنَّ أقاربهم قاموا بدفع عشرات آلاف الدولارات حتى حصلوا على حريتهم.
عذراً التعليقات مغلقة