انخفاض حاد في عدد محتجي الستر الصفراء.. وماكرون خلف الأبواب!

ماكرون لترامب: الحليف يجب أن يكون موثوقاً

مصطفى عباس24 ديسمبر 2018آخر تحديث :
مصطفى عباس
متظاهر يرفع لافتة كتب عليها “ماكرون أنت تفجر غضبنا” ضمن احتجاجات الستر الصفراء بمدينة رانس شمال شرق باريس، السبت 8 ديسمبر 2018، عدسة مصطفى عباس، حرية برس

مصطفى عباس – حرية برس

في أسبوعها السادس بدت احتجاجات أصحاب الستر الصفراء في أضعف زخم لها، وهذا ما أرجعه المحللون إلى سببين: الأول الاعتذار والتنازلات التي قدمها ماكرون، والسبب الثاني أعياد الميلاد ورأس السنة، فيما احتلت أخبار الانسحاب الأمريكي من سوريا حيزاً لا بأس من صحافة بلاد الغال، كيف لا وفرنسا إلى جانب الولايات المتحدة أحد أهم المشاركين في التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، فكيف رأت الصحافة الفرنسية ما يجري؟

انخفاض حاد في الاحتجاجات

البداية مع صحيفة لوموند العريقة التي عنونت ” الأسبوع السادس من احتجاجات الستر الصفراء.. انخفاض حاد في زخم التحركات، وتوتر في الشانزليزيه”.

تقول الصحيفة إنه في أعقاب اشتباكات بين المتظاهرين من أصحاب الستر الصفراء والشرطة، حيث تم الاعتداء على ثلاثة من الشرطة الذين يركبون الدراجات النارية، لذلك فإن المدعي العام لباريس سوف يعلن عن تحقيق مفتوح للعنف المتعمد المرتكب ضد رجال الشرطة، ويركز التحقيق على العنف باستخدام الأسلحة في تجمهر ضد الأشخاص الذين يمثلون السلطة العامة، وإلحاق الأضرار بالأملاك العامة.

فرض عقوبات جنائية

وتضيف الصحيفة أن رئيس الوزراء إدوار فيليب دعا إلى فرض عقوبات جنائية، شاجباً تمثيليات قطع الرأس ضد رئيس الدولة، وشجب العنف الذي لم يسبق له مثيل ضد الشرطة، والحركات المعادية للسامية وسط باريس.
وتتابع الصحيفة أن مجموعة البناء والأشغال العامة قدرت الأضرار التي لحقت بالبلاد نتيجة الاحتجاجات المندلعة منذ نحو شهرين بعشرات ملايين اليوروهات.

ماكرون خلف الأبواب

في يوم السبت الفائت، أحصت وزارة الداخلية 38600 متظاهر في جميع أنحاء البلاد خلال 18 ساعة، مقابل 66000 في 15 كانون الأول في جميع أنحاء البلاد، فيما تم إلقاء القبض على 220 شخصاً، من بينهم 81 رهن الاحتجاز، وفقاً للشرطة. وشملت الاعتقالات 142 شخصاً في العاصمة، بينهم 19 رهن الاحتجاز، معظمهم “يتجمهرون بهدف ارتكاب العنف”، حسب بيان الداخلية.

وفي عنوان آخر كتبت ذات الصحيفة “حياة الرئيس ماكرون أصبحت خلف الأبواب المغلقة” وتوضح الصحيفة أنه في الآونة الأخيرة أصبح الرئيس ماكرون يقلل من خروجه إلى الشارع خشية من الشتائم أو حتى عمليات العنف، فضلاً عن التهديدات التي يتعرض لها حينما يخرج لمقابلة الناس منذ بدء الاحتجاجات، وبالنسبة للرئيس الذي يعشق المشي كثيراً، فقد أصبح المشي نادراً، وبسرية تامة كما زياراته.

معاداة لليهود

صحيفة لو فيغارو عنونت” الأسبوع السابع من الاحتجاجات تميز بأفعال صادمة ومثيرة للجدل” وتضيف الصحيفة أن احتجاجات السترات الصفراء قد تغيرت من حيث نطاقها ودينامياتها، فإن العديد من التصرفات التي تم اتخاذها في الأيام الأخيرة تثير الاستغراب، بل وحتى كراهية الأجانب ومعاداة السامية، وعليه فقد قال الرئيس ماكرون من تشاد التي يزورها هذه الأيام إنه يجب أن تُتخذ إجراءات قضائية حاسمة ، مشدداً على أن النظام هو الذي يجب أن يسود، فضلاً عن الهدوء والوفاق الذي تحتاجه فرنسا.

وفي عنوان فرعي لذات الصحيفة قالت “أغنية ضد السامية تم غناؤها في مونت مارتر” وتوضح الصحيفة أن مئات من محتجي الستر الصفراء تجمعوا بشكل عفوي في حي مونمارتر، شمال باريس. وفي هذه المناسبة، قام العشرات من المتظاهرين الذين تجمعوا على بعد خطوات من كنيسة القلب المقدس بغناء أغنية كلماتها لممثل كوميدي معادي للسامية يدعى ديودوني، وهي ليست أغنية مبتذلة فحسب، بل مرتبطة بشكل خاص بمعاداة السامية، حسبما تقول اللوفيغارو.

هدنة الأعياد

بدورها عنونت صحيفة لو باريسيان ” هدنة عيد الميلاد ضحك على الحكومة في خضم أزمة السترات الصفراء”. وتتابع الصحيفة أن إيمانويل ماكرون ووزراءه سيتفقون على بضعة أيام من الراحة في العطلات، لكن أزمة السترة الصفراء التي لم تنته بعد تتطلب منهم البقاء في حالة تأهب.
ونتيجة لذلك خطط بعض الوزراء بالفعل للبقاء في ضواحي العاصمة خلال الهدنة. هذا هو الحال مع فرانسوا دي روجي (وزير البيئة) وخاصة كريستوف كاستنير، وزير الداخلية، وأمين سر الحكومة لورنس نونيز، الذين هم بالفعل على أهبة الاستعداد لتحضير الجهاز الخاص بأمن ليلة رأس السنة الجديدة.

أمريكا ومن بعدها الطوفان

وفي الشأن السوري عنونت صحيفة ليبراسيون “الولايات المتحدة في سوريا.. وليكن من بعدهم الطوفان” حيث تناولت الصحيفة الوضع في شمال سوريا بعد انسحاب الأمريكيين منها، موضحة أن القضاء على تنظيم داعش لم ينتهِ حتى الآن، وأن المستفيد الأكبر من الانسحاب هو النظام والايرانيون والروس والأتراك، وبخصوص الجنود الفرنسيين الموجودين في شمال سوريا هل يمكن للجنود الفرنسيين البقاء بعد مغادرة الأمريكيين؟

وتقول الصحيفة اليسارية إن الانتشار الفرنسي محدود، وهم بضع مئات من الجنود، لا سيما من القوات الخاصة. ووفقاً لمصادر كردية فإنهم يقاتلون في الخطوط الأمامية ضد داعش، عكس نظرائهم الأمريكيين الذين لا يزالون في الخلف. بمجرد مغادرة الأمريكيين، يمكن للنظام السوري استعادة السيطرة على بعض الأراضي الكردية. كما يمكن للجيش التركي أيضا أن ينتشر. في الحالتين، فإن الجنود الفرنسيين الذين لا يزال عددهم صغيراً، لن يكونوا قادرين على البقاء في الوسط “، يقول توماس بيريت، باحث في المركز الوطني للأبحاث النووية.

ماكرون ينتقد ترامب

وفي الموضوع ذاته عبر الرئيس ماكرون من العاصمة التشادية نجامينا “عن أسفه الشديد لقرار الولايات المتحدة بالانسحاب من سوريا” حسبما نقلت صحيفة لو موند، وتضيف الصحيفة أنه في مؤتمر صحفي عُقد مع إدريس ديبي الرئيس التشادي، علق إيمانويل ماكرون على الانسحاب الأمريكي قائلاً: يجب أن يكون الحليف موثوقاً، وأن ينسق مع حلفائه الآخرين.

مجرم حرب يستقبل آخر

وبخصوص زيارة عمر الحسن البشير لبشار الأسد عنونت الليبراسيون ” البشير عند بشار: “مجرم حرب يتلقى آخر”
وتحت صورة بشار الأسد الذي استقبل في دمشق الرئيس السوداني عمر البشير، فإن هذا الحوار يمكن أن يتخيله مستخدمو الانترنت:
عمر البشير: “أنت تعرف أن بحوزتي خمس تهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ومذكرتان دوليتان للاعتقال؟” بشار الأسد: “أنت تضايقني، لقد استطعت بشكل ملفت إعطاء كل شيء في السنوات الأخيرة، ولم أتجاوز سوى الخطوط الحمراء فقط!.
وتعلق: إن الابتسامات الكبيرة والنظرات المتواطئة بين الديكتاتوريين العرب هي بمثابة رفع الاصبع الوسطى للعدالة الدولية. “مجرم حرب يستقبل آخر … وكأن السماء تمطر جرائماً!”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل