ياسر محمد – حرية برس
تناولت وسائل الإعلام الغربية والعربية بإسهاب مصير منطقة شرق الفرات بسوريا؛ عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ سحب قوات بلاده من سوريا، حيث ركزت التقارير والتحليلات الإعلامية على تنافس تركي – روسي على المنطقة، مع إغفال مصالح إيران وإمكانية تمددها.
إلا أن رئيس هيئة التفاوض المعارضة، نصر الحريري، حذر من الدور الإيراني الخفي في المنطقة، ومصالحها الأساسية في وصل مناطق سيطرتها ما بين طهران والضاحية الجنوبية لبيروت عبر سوريا، وتحديداً عبر البادية السورية والتي يمر قسم كبير منها شرقي الفرات.
وفي سلسلة تغريدات على صفحته الرسمية في “تويتر”، أكد الحريري أن الولايات المتحدة أبلغت هيئة التفاوض رسمياً بقرار الانسحاب، مؤكدة للهيئة التزامها بـ”محاربة الإرهاب ومنع التمدد الإيراني والعمل على تطبيق القرار الأممي 2254”.
وفيما أكد الحريري على ضرورة التنسيق بين فصائل الجيش الحر في المناطق المحررة؛ والحليف التركي، حذر من تمدد إيراني مزمع في المناطق التي تنسحب منها القوات الأميركية في البادية السورية، وقال: “لدينا معلومات مؤكدة وبالتفاصيل عن استنفار ايراني على مستوى القيادة وحشود عسكرية كبيرة في العدد والعتاد تقوم بها ما تبقت من قوات النظام والميليشيات الإيرانية سعياً لاستثمار هذه التطورات لتحقيق مكاسب أكبر وإعادة سيطرة وتوزع على المناطق التي يمكن أن يتم فيها الانسحاب”.
وتابع مفصلاً في تغريدة أخرى: “همُّ إيران الأكبر الآن هو إحكام سيطرتها على الحدود السورية العراقية لتأمين اتصال عسكري بين قوات الحشد الشعبي من جهة وميليشياتها الطائفية من جهة أخرى لتضمن اكتمال إنشاء الطريق البري الممتد من طهران إلى لبنان مروراً بالبادية السورية وريف وجنوب دمشق”.
إلى ذلك، عبر كيان الاحتلال الإسرائيلي عن خشيته من الدور الإيراني بسوريا، وخصوصاً بعد الانسحاب الأميركي، وقال رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، إن إسرائيل “ستواصل التصدي للوجود الإيراني في سوريا”.
وأضاف خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء “قرار سحب ألفي جندي أمريكي من سوريا لن يغير سياستنا الثابتة (تجاه إيران)”، مؤكداً “سنستمر في العمل ضد محاولة إيران ترسيخ وجود عسكري في سوريا وإذا دعت الحاجة سنوسع أنشطتنا هناك”.
وفي عموم المشهد شرقي الفرات، استمر التحشيد التركي على الحدود من جهة، وحشود قوات النظام والميليشيات التابعة لها من جهة أخرى، فيما يبدو تسابقاً على السيطرة، أو لملء الفراغ الأميركي وفق تفاهمات تقوم فيها روسيا بدور الوسيط والمنسق.
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، إن وجود القوات التركية في إدلب السورية متفق عليه مع دمشق، وفق ما نقلت عنه وكالة “سبوتنيك” الروسية. مفسراً ذلك بموافقة نظام الأسد على مذكرة “سوتشي” التي أقرت “منطقة خفض التصعيد” في إدلب والدور التركي فيها.
من جهة أخرى؛ وفي إطار التسابق إلى حجز موطئ قدم في المنقطة، وصلت إلى مدينة تل أبيض، شمال مدينة الرقة، اليوم الأحد، قوة فرنسية، بالتزامن مع وصول قوات تركية إلى الحدود المقابلة، تحضيراً لعمل عسكري محتمل.
وذكرت وكالات محلية، نقلاً عن مصدر من مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، أن القوة مؤلفة من تسع سيارات عسكرية، بينها أربع ترفع العلم الفرنسي، من دون معرفة أسباب دخولها إلى تل أبيض أو المنطقة التي قدمت منها.
وأعلنت باريس، في وقت سابق، بقاء قواتها في سوريا، كما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مؤتمر صحافي، أمس الأحد، عن “أسفه الشديد” لقرار نظيره الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، مؤكداً “تقديره” لجهود “قسد” في مواجهة “تنظيم الدولة”، فيما يبدو استجابة مبدئية لدعوة “قسد” التي طلبت تدخلاً وعوناً فرنسياً بعد إعلان واشنطن الرحيل.
عذراً التعليقات مغلقة