أمجد الساري – حرية برس:
أرسلت قوات الأسد تعزيزات عسكرية إلى مدينتي الميادين والبوكمال في ريف ديرالزور الشرقي، بالتزامن مع انسحاب عدد من عناصر المليشيات الإيرانية من المدينتين باتجاه بلدة معدان ومناطق أخرى على الضفة الشامية، مقابل مدينة الرقة.
وأفادت مصادر محلية لحرية برس أن قوات الأسد استقدمت يوم السبت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى ريف ديرالزور الشرقي، ضمت آليات عسكرية ومدرعات وسيارات رباعية الدفع، إضافة إلى وصول 800 عنصر من مليشيا قوات “النمر” التي يقودها “سهيل الحسن” إلى مدينة البوكمال.
وأشارت المصادر إلى دخول ضباط من قوات الأسد، وقادة من ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، عبر الأراضي العراقية إلى مدينة البوكمال، عقب لقاءات تمت بينهم وبين قيادات من ”الحشد الشعبي” والجيش العراقي.
وحول الهدف من هذه التعزيزات، قال الصحفي صهيب الجابر الناطق باسم شبكة “فرات بوست” لحرية برس، إن “اجتماعاً عقد في مطار ديرالزور العسكري، مساء يوم الجمعة، بين قياديين من الحرس الثوري الإيراني، وقادة من الجيش الروسي. وعقب الاجتماع، توجه رتل من الجيش الروسي باتجاه مدينتي الميادين والبوكمال في ريف ديرالزور الشرقي”.
وأشار إلى أن “الرتل الروسي، حل محل الميليشيات الإيرانية التي انسحبت من المنطقة، باتجاه بلدة معدان ومناطق أخرى، مع بقاء عدد من عناصر الميليشيات الأفغانية، وعوائل مقاتلي المليشيات الطائفية، كما وصلت تعزيزات أخرى لمليشيا “النمر” بقيادة سهيل الحسن إلى المنطقة”.
ورجح “الجابر” أن تكون التحركات الروسية جزءاً من الاتفاق التركي الروسي الإيراني الأمريكي، الذي يقضي بخروج المليشيات الإيرانية من المنطقة تدريجياً، مشيراً إلى أن الفترة الحالية قد تشهد خروج تلك المليشيات من شرق سوريا، باتجاه مناطق ريف حلب ومناطق أخرى مبدئياً.
من جهته، اعتبر الصحفي “فراس علاوي” خلال حديثه لحرية برس أن “التحرك الروسي انطلاقاً من ديرالزور، سيكون باتجاه منطقة التنف والبادية حالياً، باعتبار أن التحالف خرج منها، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن ذلك لن يمنع حدوث توافق مع مليشيا “قسد” وتقاسم مناطق السيطرة، وتشكيل حلف جديد في المنطقة قوامه “قسد” ونظام الاسد، يمتد من الرقة وصولاً إلى حدود العراق شرقي ديرالزور”.
سيناريوهات مفتوحة وأسباب تمنع دخول النظام إلى شرق الفرات
ومع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب المفاجئ من سوريا، أصبحت جميع الاحتمالات مفتوحة فيما يخص مناطق شرقي الفرات. وفي هذا الصدد يرى “العلاوي” أن الإعلان الأمريكي ترك فراغاً كبيراً، سواء على المستوى العسكري أو السياسي، مشيراً إلى أن هذا الفراغ قد تستثمره إحدى القوى الموجودة على الأرض”.
وتابع: ” قد تتمثل القوة الأولى في تنظيم “داعش” الذي ربما يعيد ترتيب صفوفه من جديد، وبالتالي سيسعى للحفاظ على ماتبقى من مناطق سيطرته، في ظل تردد “قسد” في حسم المعركة، خاصة انها تتزامن مع التهديدات التركية. أما الطرف الآخر، فهو الجيش الحر المدعوم من قبل تركيا، والذي يبدو حتى اللحظة بعيداً عن التقدم بسبب وجود عوائق سياسية ولوجستية كبيرة، تتمثل في المسافة الشاسعة التي يجب السيطرة عليها، مع وجود قوات النظام في بعض المناطق، وعدم إمكانية الصدام معه في الوقت الحاضر بسبب التفاهمات الروسية التركية. ويضيف أن “نظام الأسد وروسيا والمليشيات الإيرانية، ينتظرون مثل هذه الفرصة لعدة أسباب أهمها سياسية، فهي رسالة روسية لأمريكا، من شأنها أن تغير التحالفات وموازين القوى في المنطقة، وهذا التقدم يتوقف أيضاً على الموقف الكردي متمثلاً في “قسد” التي لوحت بعصا تسليم المنطقة للنظام كورقة ضغط على التحالف، وخاصة الدول الأوربية، بعد الإصرار الأمريكي على الخروج من سوريا”.
من جهته استبعد “الجابر” مسألة عبور قوات الأسد إلى مناطق شرق الفرات، مشيراً إلى وجود أسباب عدة تمنعهم من ذلك، أولها عدم وجود تكافؤ في القوات البرية، حيث يتواجد أكثر من 35 ألف مقاتل على امتداد ديرالزور – الرقة – الحسكة، وهم من أبناء المنطقة ولن يسمحوا بدخول النظام والمليشيات التابعة له إلى مناطقهم، حتى لو نفذت PYD تهديداتها بالانسحاب.
والسبب الآخر يتمثل في “استحالة نشوء صدام بين روسيا وتركيا في تلك المنطقة، فمن المستحيل أن تبدأ روسيا حرباً ضد حليفتها تركيا، حيث توجد اتفاقيات وتحالفات بين الطرفين، وروسيا تعلم جيداً أن تركيا ستقوم بعمليات واسعة شرقي الفرات، لذلك لن تكون في حالة صدام معها ابدا”.
الجدير بالذكر أن البيت الأبيض، أعلن الخميس الماضي، بدء سحب القوات الأميركية من شرق الفرات، بعد اقتراب نهاية حملتها على تنظيم داعش، في إطار زمني قد يستغرق من 60 إلى 100 يوم، الأمر الذي اعتبرته مليشيا “قسد” “طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين”.
Sorry Comments are closed