استمرار الاحتجاجات في السودان والحكومة تصف المتظاهرين بـ’’المندسين‘‘

فريق التحرير121 ديسمبر 2018آخر تحديث :
متظاهرين يهتفون للجيش السوداني خلال الاحتجاجات – متداول

الخرطوم – حرية برس:

تجددت الاحتجاجات في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن آخرى، اليوم الجمعة، لليوم الثالث على التوالي، وذلك عقب خروج المصلين من أحد المساجد في أم درمان، توءم الخرطوم، التابع لطائفة الأنصار التي تعد المكون الرئيس لحزب الأمة، أكبر الأحزاب المعارضة للحكومة.

وحاصرت عربات الشرطة السودانية المتظاهرين في مدينة أم درمان في وسط البلاد، بعد خروج العشرات في المظاهرات عقب صلاة الجمعة ضد الغلاء، مطالبين برحيل الحكومة وإسقاط النظام.

علاوة على ذلك، أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع على نحو 500 شخص يتظاهرون في مدينة الخرطوم، ثم لاحقتهم في الشوارع واعتقلت البعض.

وردد بعض المحتجين هتاف ”الشعب يريد إسقاط النظام“، وهو شعار احتجاجات الربيع العربي التي أطاحت ببعض الحكام في المنطقة عام 2011.

في غضون ذلك، أعلنت السلطات السودانية في ولاية الخرطوم تعليق الدراسة لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي لأجل غير مسمى، وقال تلفزيون الولاية الحكومي إن التعليق يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل.

وتداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوّراً يظهر وقوف الجيش السوداني إلى جانب الشعب في احتجاجاته، مرددين هتاف ’’الجيش والشعب إيد واحدة‘‘.

https://www.youtube.com/watch?v=Zh1X96gw-R0

واعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، أن ”مندسين“ أبعدوا المظاهرات السلمية للاحتجاج على ارتفاع الأسعار عن مسارها، وحولوها إلى نشاط تخريبي.

وقال المتحدث “بشارة جمعة” في بيان نقلته وكالة السودان للأنباء، إن ”المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها وتحولت بفعل المندسين إلي نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير، فضلاً عن حرق بعض مقار الشرطة“، حسب تعبيره.

كما أشار إلى وجود جهات سياسية لم يحددها، استغلت الاحتجاجات التي سقط فيها ثمانية قتلى على الأقل خلال اليومين الماضيين.

وأضاف، ”لقد برزت بعض الجهات السياسية في محاولة لاستغلال هذه الأوضاع لزعزعة الأمن والاستقرار تحقيقاً لأجنداتهم السياسية ، الأمر الذي ظهر جليا في بياناتهم المنشورة“.

وزعم المتحدث قائلاً: إن الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن خلال اليومين الماضيين تعاملت معها قوات الشرطة والأمن بصورة ’’حضارية‘‘ دون قمعها أو اعتراضها، حيث أن المواطنين يمارسون حقهم الدستوري، و الحكومة تدرك الأزمة وتعكف علي معالجتها، على حد تعبيره.

ويتزايد الغضب العام في السودان بسبب ارتفاع الأسعار ومصاعب اقتصادية آخرى؛ منها تضاعف أسعار الخبز في العام الجاري، ووضع حدود للسحب من البنوك. ويبلغ معدل التضخم في السودان 69 في المئة، وهو من أعلى المعدلات في العالم.

وعاد زعيم المعارضة البارز الصادق المهدي إلى السودان، يوم الأربعاء الفائت، بعد أن أمضى قرابة عام في الخارج، ودعا إلى انتقال ديمقراطي أمام آلاف من مؤيديه كانوا في استقباله، حيث قال الزعيم الذي يرأس حزب الأمة ”لقد فشل النظام، وهناك ترد اقتصادي، كما تهاوت قيمة العملة الوطنية“. ويعتبر المهدري آخر رئيس وزراء سوداني منتخب ديمقراطياً.

وكانت عدة أحزاب سودانية، من أبرزها المؤتمر، والأمة القومي، والشيوعي، والمؤتمر السوداني، والبعث، بالتعاون مع  طلاب بعض الجامعات، قد دعت إلى مظاهرات ضد الغلاء ورحيل الحكومة وإسقاط النظام.

وأكدت عضو حزب المؤتمر السوداني المعارض ’’هنادي الصديق‘‘، أن هناك بداية جديدة لمسيرة الاحتجاجات عقب توقفها قرابة عشرة أيام، ضد سياسات الدولة الاقتصادية، التي أدت إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار الأسواق السودانية.

ونوهت الصديق إلى أن ’’خطة أحزاب المعارضة، لن تتوقف عند مظاهرة اليوم، بل ستستمر طوال الأيام القادمة في الأحياء والمناطق السكنية‘‘.

وقتل ثمانية أشخاص في احتجاجات الأربعاء والخميس في مدينة القضارف، شرق السودان، وولاية نهر النيل، التي شارك فيها المئات وأحرقت خلالها مقار حزب المؤتمر الوطني الحاكم في مدن القضارف وعطبره ودنقلا، وفقاً لما قاله مسؤولون محليون.

وتعد المظاهرات التي شهدها السودان يومي الأربعاء والخميس، التي طالب بعض المشاركين فيها بالإطاحة بالرئيس عمر البشير، من أكبر الاحتجاجات منذ عام 2013 حيث خرجت آنذاك الحشود إلى الشوارع للاحتجاج على تقليص الدعم الحكومي.

ويواجه اقتصاد السودان صعوبة بالغة في التعافي حيث فقد ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي، وهو المصدر الأساسي للعملة الصعبة، منذ أن انفصل الجنوب في عام 2011 مستولياً على معظم حقول النفط.

ورفعت الولايات المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول 2017 عقوبات تجارية فرضتها على السودان طيلة 20 عاماً، لكن كثيراً من المستثمرين يعزفون عن العمل في السودان الذي ما يزال مدرجاً لدى واشنطن كبلد راع للإرهاب رئيسه مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في تهم بتدبير إبادة جماعية في إقليم دارفور، فيما ينفي البشير هذه الاتهامات.

ويستهلك السودان 2,5 مليون طن قمح سنويا ينتج منها 40 % فقط، كما يواجه البنك المركزي صعوبات في توفير النقد الأجنبي لمقابلة الاستيراد منذ انفصال جنوب السودان عنه في عام 2011، وفقدان البلاد لعائدات النفط التي بلغت 470 الف برميل يومياً.  وتراجعت قيمة الجنيه السوداني، كما ارتفع معدل التضخم ووصل الى 69 % وفقاً لتقارير رسمية.

  • وكالات
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل