رأي حرية: الشهيد أبو فرات.. وجه الثورة المشرق

حرية برس15 ديسمبر 2018آخر تحديث :
حرية برس
العقيد الشهيد يوسف الجادر “أبو فرات”

في الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد العقيد يوسف الجادر “أبو فرات”

“والله مزعوج، لأن هي الدبابات دباباتنا، وهاد العتاد عتادنا، وهدول العناصر أخوتنا، والله العظيم كل ما أشوف إنسان منا أو منون مقتول بزعل”. بهذه الكلمات وبصوت متهدج، وصف العقيد يوسف الجادر مشاعره بعد نجاحه بقيادة معركة تحرير مدرسة المشاة بحلب قبل سبع سنوات، كلمات تناقلها السوريون بحسرة بعد ساعات حيث استشهد “أبو فرات” ليصبح واحداً من أبرز رموز الثورة السورية.

“لو تركلنا خيار نحن الضباط أنو نستقيل ونقعد ببيوتنا كنا تركنا، بس بشار الأسد ما تركلنا خيار، يا بدك تكون قاتل يا قاتل”، يقول أبو فرات الذي رفض أوامر بقصف أهالي مدينة الحفة في حزيران 2012، وانشق عن جيش الأسد منحازاً إلى الثورة السورية.

لعلّ أبرز ما تميز به الشهيد يوسف الجادر -علاوة على نجاحه في التكتيك العسكري وقيادة المعارك- أخلاقه وحسّه الوطني الرفيع، حمل قيم الثورة السورية بإخلاص وإيمان، ووقف شبه وحيد في الميدان بوجه النزعات الانتقامية والتمييز الطائفي.

كان الجادر حريصاً على خصومه بمقدار حرصه على أبناء الثورة، رفض بجرأة محاولات التمييز بين أطياف الشعب السوري على أسس طائفية، ودأب على مواجهة الأفكار المتطرفة التي بدأت تشوب الحراك الشعبي.

بسلوكه النبيل وكلماته التي خلدها السوريون، أدرك أبو فرات جيداً مفتاح الانتصار في المعركة، مؤمناً بأن النصر بالأخلاق قبل الطائرة والدبابة، وأنه يأتي بالإيمان والعزيمة وعدالة القضية التي نقاتل من أجلها، وكان بحقّ خير من مثل مقولة “ثورة لكلّ السوريين” حتى لمن لم يقف بصف الثورة، ما لم يقف بصف المجرم بالتأكيد.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل