الاعتقال أو القتل.. مصير شبان ’’التسوية‘‘ الفارين من الجنوب السوري

فريق التحرير8 ديسمبر 2018آخر تحديث :
حافلة تنقل مهجرين سوريين من درعا تقف على حاجز في بلدة بصرى في جنوب سوريا – VCG Photo

لجين المليحان – حرية برس:

تزداد حالات فرار شباب المصالحات ’’التسوية‘‘ في الجنوب السوري مع تزايد نقض وعود نظام الأسد وروسيا لهم، متجهين هرباً من الاعتقالات والخدمة الإلزامية والاحتياطية إلى إدلب أو لبنان، على أمل النجاة من قبضة قوات النظام، فيما يتعرض هؤلاء الفارون إلى الاعتقال تارةً والقتل تارةً آخرى، ناهيك عن التعرض للاعتقال أيضاً في المناطق المحررة من الشمال السوري والتي تقع تحت سيطرة ’’هيئة تحرير الشام‘‘.

وأكد الناشط ’’أحمد‘‘ في حديثه لحرية برس، أنه تم توثيق عشرات الحالات من اعتقال وقتل للشبان الذين يحاولون الوصول إلى إدلب بعد الإمساك بهم على حواجز قوات نظام الأسد، أو غدر الوسيط وتسليمهم إلى النظام، لافتاً إلى مقتل شاب من بلدة صيدا بمحافظة درعا، في حمص أثناء توجهه إلى إدلب، كما تم اعتقال أربعة آخرين كانوا معه أيضاً.

وقال المحامي ’’سليمان القرفان‘‘ نقيب المحامين الأحرار في درعا، ’’بعد أن تكرست قناعة لدى أهالي درعا والقنيطرة في الجنوب السوري بأن الوعود التي تلقوها من المحتل الروسي إنما هي عبارة عن ذر الرماد في العيون وعودة النظام للتعامل باللغة الوحيدة التي انتهجها منذ بداية الثورة ألا وهي لغة القبضة الأمنية‘‘.

وأضاف القرفان، أنه في ظل تزايد حالات الاعتقال اليومية للثائرين رغم حملهم لبطاقات التسوية في الجنوب السوري والانتشار الكثيف للحواجز في القرى والبلدات والمدن ولجوء الحواجز لإبتزاز المواطنين لإجبارهم على دفع الرشاوى مما دفع بالعديد من الشباب باللجوء إلى النزوح من تلك المناطق الى الشمال السوري المحرر، وذلك عن طريق دفع رشاوى لضباط الأسد للسماح لهم بالمرور من الجنوب باتجاه الشمال.

وقد تراوحت تلك المبالغ بين الـ2000 و3000 دولار للشخص الواحد، كما أن هناك مئات الأشخاص قد قاموا ببيع كل مايملكون لتأمين المبالغ المطلوبة لقاء السماح لهم بالانتقال الى الشمال السوري المحرر، بحسب المحامي.

فيما تحدث الناشط ’’تحرير‘‘ عن خروجه من درعا إلى إدلب بطريقة التهريب قائلاً: ’’قمت بالتنسيق مع شخص وسيط يتعامل مع أحد ضباط نظام الأسد ليضمن طريقة هروبي إلى إدلب مقابل مبلغ من المال وقدره 2000 دولار‘‘، مشيراً إلى أنه هناك أكثر منطقة يوجد فيها خطورة مثل محافظة حمص وحماة، حيث يتم الاعتقال والقتل والخطف على الطريق.

وحول أسباب خروجه بعد فترة من التهجير والمصالحات في درعا، أوضح الناشط أن فرع الأمن السياسي التابع لنظام الأسد، قد طلب منه أن يعمل مع ’’الجيش الكتروني‘‘، حيث تم طلب صفحته الشخصية عبر ’’الفيس بوك‘‘ ليتم استخدامها، على حد تعبيره.

وأكد الناشط أنه لم يستطع البقاء في محافظة درعا ورؤية قوات الأسد ’’يسرحون ويمرحون فيها‘‘، على حد وصفه، إضافةً إلى هروبه من الخدمة الإجبارية، بعد أن تخلى الروس عن وعودهم في الجنوب السوري، إلا أنه نوّه إلى اعتقاله من قبل ’’هيئة تحرير الشام‘‘ بعد وصوله لإدلب، وسجنه والتحقيق معه ليفرج عنه بعد 10 أيام.

ويحاول شباب الجنوب السوري الفرار من القبضة الأمنية من قبل قوات نظام الأسد، ومن الخدمة الإجبارية في جيش النظام، وتحمل مخاطر الطريق واحتمالية عدم الوصول إما من الجنوب السوري إلى لبنان أو إلى إدلب.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل