دعم أمريكي متعاظم لـ”قسد”.. هل أصبح الانفصال واقعاً؟

فريق التحرير7 ديسمبر 2018Last Update :
Photo: Sgt. Mitchell Ryan/US Army

ياسر محمد – حرية برس

تواصل الولايات المتحدة تقديم كل أشكال الدعم لقوات “قسد” وهيئاتها المدنية في شرق سوريا والجزيرة، متجاهلة كل التحذيرات الداخلية والإقليمية والدولية، وبشكل رئيس المخاوف التركية ورغبة السوريين بوطن موحد.

وفي هذا السياق، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية، جوزيف دانفور، أمس الخميس، إن الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى تدريب من 35 إلى 40 ألف مقاتل محلي في سوريا لضمان استقرار المنطقة في سوريا، موضحاً أن بلاده أنجزت نحو 20% من تدريبات تلك القوات.

وفيما يبدو مقدمة لمعاملة مناطق سيطرة الانفصاليين شرق سوريا بشكل خاص ككيان مستقل، أعلن ممثل “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) في الولايات المتحدة، بسام إسحاق، عن طلب المجلس من الولايات المتحدة استثناء مناطق شرق الفرات من العقوبات الاقتصادية الأمريكية على سوريا.

وقال إسحاق في تصريح أمس الخميس، إن هناك مطالبات من قبل المجلس باستثناء مناطق شرق الفرات من الحصار الاقتصادي الأمريكي على سوريا.

وأضاف أنه في حال وافقت واشنطن على ذلك فإن الباب سيكون مفتوحاً لأجل الحصول على اعتراف من المؤسسات الدولية بالعملية التعليمية والشهادات التي تمنحها، لافتًا إلى أن ذلك يتطلب تواصلًا مع الجهات المعنية لتحقيق ذلك.

وتزامناً مع هذه التطورات، صعدت روسيا لهجتها تجاه الدعم الأمريكي لـ”قسد”، وقالت إنها تسعى إلى تقسيم سوريا.

حيث أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قبل يومين، أن الوجود غير القانوني للقوات الأمريكية في سوريا يهدف إلى تقسيم دولة ذات سيادة.

وفيما أعربت عن أن وجود القوات الأمريكية في منطقة “التنف” يُعتبر احتلالاً، قالت زاخاروفا: “من وجهة نظر أوسع، نرى أن غاية الوجود الأمريكي غير الشرعي يتمثل في محاولة اللعب بالورقة الكردية، والسعي نحو تقسيم سوريا، بغض النظر عن التصريحات الرسمية التي تزعم الالتزام بوحدة أراضي سوريا”.

إلى ذلك، وبسبب الدعم الأمريكي المتعاظم، حققت مليشيا “قوات سورية الديموقراطية” (قسد) بدعم أميركي، أمس الخميس، تقدماً داخل بلدة هجين أبرز البلدات الواقعة ضمن الجيب الأخير الذي يسيطر عليه تنظيم “داعش” في شرق البلاد.

وقال القيادي في صفوف هذه المليشيا، ريدور خليل: “تدور معارك ضارية داخل هجين بعدما تقدمت قواتنا وباتت تسيطر على بعض أحيائها”، مضيفاً أن “العمليات العسكرية مستمرة بوتيرة عالية”.

واستفاد التنظيم خلال الفترة الماضية، من سوء الأحوال الجوية ومن خلاياه النائمة في محيط هجين ليشن هجمات مضادة ضد “قسد”، ويجبرها على التراجع بعدما كانت أحرزت تقدماً ميدانياً. وأسفر هجوم واسع الشهر الماضي عن مقتل 92 عنصراً من تلك القوات. وأرسلت “قسد” خلال الأسابيع الماضية بدورها مئات المقاتلين إلى خطوط الجبهة، قبل أن تشن هجومها الواسع قبل يومين.

ويواجه الدعم الأمريكي لـ”قسد” وخطة واشنطن لشرق سوريا، عقبة تركية كبيرة، إذ اعتبرت أنقرة أن الخطر الحقيقي الذي يعيق الحل السياسي في سوريا يكمن في استمرار وجود الميلشيات الانفصالية شرقي نهر الفرات.

جاء ذلك في بيان أصدره مجلس الأمن القومي التركي بعد اجتماع استمر لخمس ساعات في العاصمة أنقرة برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، أواخر الشهر الفائت.

وأكد البيان أن الإرهاب شرق الفرات هو التهديد الأكبر للحل السياسي بسوريا، في إشارة إلى ميليشيا “قسد” التي تحتل مناطق واسعة شمال شرق سوريا بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

وأكد البيان أن تركيا لن تتغاضى عن محاولات فرض الأمر الواقع في سوريا، مشدداً على حقها في استخدام الدفاع المشروع، وأضاف: “سنواصل بحزم الكفاح ضد بؤر الإرهاب في سوريا والعراق لضمان أمن وسلامة مواطنينا”.

وعلى الرغم من تغاضي المعارضة السورية عن ملف شرق الفرات، أو إهماله على أقل تقدير، يرى الكاتب السوري محي الدين لاذقاني، أنه أصبح أمراً واقعاً، ويجب الحديث عنه بلا حرج، ويقول في هذا الصدد: “قضيتان لا تخجلوا من الحديث حولهما في سوريا: الطائفية والفيدرالية.. فهما بحكم الواقع المؤجل قصداً”.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل