عمران الدوماني – حرية برس:
نزحت مئات العائلات من المتبقين في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، إلى أحياء العاصمة دمشق وضواحيها، وذلك بعد سيطرة قوات نظام الأسد على المنطقة، وسط تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية والاقتصادية، فضلاً عن الدمار الهائل الذي حل بمنازلهم ومدنهم.
وقال ’’ياسين محمد‘‘ أحد النازحين من مدينة دوما إلى العاصمة دمشق في حديثه لحرية برس، ’’بعد رفضي أنا وعائلتي الخروج إلى الشمال السوري، قررنا البقاء وإصلاح ما استطعت من منزلي، وعند دخول قوات نظام الأسد، أصبحت الأمور معقدة بسبب إبتزاز عناصر قوات النظام للمدنيين من خلال السرقة علناً للمحلات التجارية والمنازل‘‘.
وأشار محمد إلى إهمال مؤسسات الأسد الخدمات في المدينة متقصدةً ذلك لمعاقبة من تبقى من المدنيين، وذلك من خلال عدم إزالة الركام والقمامة من الطرقات، والذي أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والأمراض، والخوف من انتشار الأوبئة بين المدنيين، وذلك بعد انتشار القوارض بشكل كبير.
وأوضح قائلاً: ’’انعدمت الحركة التجارية في الأسواق، بالإضافة إلى صعوبة تأمين فرص عمل واستمرار حملات الاعتقال ومضايقات عناصر قوات الأسد وشبيحة النظام للمدنيين، وصعوبة ترميم المنازل والمحلات المهدمة بقصف النظام خلال الحملة العسكرية للسيطرة على الغوطة‘‘.
وأكد أن مدن وبلدات الغوطة الشرقية تكاد تخلوا من سكانها، بعد أن كانت تحوي قرابة 350 ألف نسمة قبيل اجتياحها من قبل قوات الأسد والمليشيات المساندة لها، ومليون ونصف قبل الحصار، في الوقت الذي تزدحم شوارع العاصمة دمشق وضواحيها على مدار 24 ساعة، حسب تعبيره.
فيما زعمّ ’’عدنان معيكة‘‘ نائب رئيس المجلس البلدي في مدينة دوما التابع لحكومة الأسد، أن عدد سكان دوما يبلغ الآن نحو 200 ألف نسمة، حيث قال لصحيفة الوطن الموالية للنظام: ’’إنَّ من بين السكان أكثر من 100 عائلة جاءت من خارج المدينة، و استأجرت منازل داخلها‘‘.
يذكر أن قوات الأسد والمليشيات المساندة لها، شنت وبدعم من طائرات العدوان الروسي، هجوماً عسكرياً عنيفاً على مدن وبلدات الغوطة الشرقية قبل عدة أشهر، أسفر عن سيطرتها على المنطقة بعد تدميرها وارتكاب عشرات المجازر راح ضحيتها مئات المدنيين بينهم أطفال ونساء، وتهجير أهلها نحو الشمال السوري ومراكز الإيواء بالعاصمة دمشق.
عذراً التعليقات مغلقة