حرية برس:
اندلعت مواجهات عنيفة بين عناصر الشرطة الفرنسية ومحتجي ’’السترات الصفراء‘‘، خلال احتجاجات شعبية شهدتها العاصمة باريس، أسفرت عن اعتقال 63 شخصاً.
وبعد أسبوع على تظاهرة تخللتها أعمال عنف في جادة الشانزيليزيه في باريس، عاد محتجو ’’السترات الصفراء‘‘ إلى العاصمة الفرنسية، اليوم السبت، وسط مخاوف من تجدد حوادث حرق المتاريس والتخريب التي وصفها الرئيس إيمانويل ماكرون بأنّها ’’مشاهد حرب‘‘.
وتعتبر تظاهرات اليوم السبت هي الثالثة ضمن سلسلة احتجاجات ينظمها أصحاب ’’السترات الصفراء‘‘ منذ منتصف الشهر المنصرم، ضد رفع أسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة.
وقال وزير الداخلية الفرنسي ’’كريستوف كاستانر‘‘ في تغريدة له عبر التويتر، إن ’’ألفاً و500 من مثيري الشغب يحتشدون في الطرق المؤدية إلى شارع الإليزيه وسط باريس‘‘، حسب تعبيره، مضيفاً أن ’’السلطات المختصة ألقت القبض على 63 شخصاً‘‘.
وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المحتجين، الذين حاولوا كسر الطوق الأمني في شارع الشانزليزيه الشهير وسط العاصمة الفرنسية.
وحشدت الشرطة منذ صباح اليوم، آلافاً من عناصرها في العاصمة باريس، وسط تحذيرات أمنية من تجدد أعمال العنف والشغب، كتلك التي رافقت التظاهرات السابقة خلال الأيام الماضية.
وأظهرت مقاطع مصورة تداولتها وسائل الإعلام، الشرطة الفرنسية وهي تلقي قنابل الغاز المسيل للدموع، وتستخدم خراطيم المياه وسط الجموع الغفيرة لتفريقهم.
ونقلت قناة ’’فرانس 24‘‘ المحلية عن المسؤول الأمني ’’دينس جاكوب‘‘ قوله: ’’نشعر بقلق من تسلل مجموعات صغيرة من مثيري الشغب الذين ليسوا من جماعة السترات الصفراء إلى التظاهرة، للاشتباك مع قوات الأمن وتحدي سلطة الدولة‘‘.
وبدأت احتجاجات ’’السترات الصفراء‘‘ في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، احتجاجاً على سياسات الرئيس ’’إيمانويل ماكرون‘‘، فيما أغلق المحتجون الطرق في أرجاء البلاد في احتجاج عفوي.
وتصاعدت الاحتجاجات، وتحولت إلى أحد أكبر وأعتى التحديات التي واجهها ماكرون منذ توليه السلطة قبل 18 شهراً.
ومن المنتظر أن تشهد باريس السبت 3 احتجاجات تشمل احتجاج ذوي ’’السترات الصفراء‘‘، واحتجاجاً نقابياً ضد البطالة، فضلاً عن تظاهرة منفصلة ضد العنصرية.
وتضم ’’السترات الصفراء‘‘ العديد من المتقاعدين وتلقى زخماً أكبر في المدن والمناطق الريفية الصغيرة حيث قطع المحتجون الطرق واقاموا حواجز لإبطاء حركة السير قرب نقاط دفع رسوم الطرقات السريعة وعند الدوارات في مناطق عدة.
والسبت الماضي، أعلنت الحكومة أن مئة ألف شخص فقط شاركوا في الاحتجاجات، ما أعطى انطباعاً بأنّ الاحتجاجات تضاءلت، لكن كثيرين أشاروا إلى أن خطاب ماكرون الثلاثاء أجج الاحتجاجات من جديد.
ودعا زعماء النقابات العمالية الذين اجتمعوا مع فيليب، أمس الجمعة، إلى وقف رفع الضرائب في كانون الثاني/يناير وهو اقتراح بدأ بعض أعضاء البرلمان المؤيدين لماكرون في تأييده.
وامتدت الحركة إلى بلجيكا المجاورة حيث استخدمت قوات مكافحة الشغب خراطيم المياه الجمعة لتفريق محتجين ’’السترات الصفراء‘‘ الذين كانوا يرشقون الشرطة بالحجارة وأحرقوا مركبتين للشرطة في وسط العاصمة بروكسل.
- وكالات
عذراً التعليقات مغلقة