ياسر محمد – حرية برس
فشلت الدول الضامنة في تحقيق أي تقدم ملموس في الملفات التي طُرحت على طاولة اجتماعات “أستانا11″، وعلى الرغم من الزعم الروسي بنجاج الجولة التي انتهت أمس الخميس، فإن دي مستورا أعلن فشل الأطراف في التوصل إلى أي تقدم فيما يخص اللجنة الدستورية، وأبدت الأطراف كلها تخوفها من احتمال نكوص اتفاق إدلب، بينما نعت واشنطن مسار أستانا، ودعت إلى العودة لمسار جنيف الأممي كحل وحيد وشرعي للقضية السورية.
وفيما يخص إدلب، قال مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، أليكساندر لافرينتيف إنه “في منطقة إدلب لا يزال هناك وجود لـ 15 ألف عنصر من جبهة النصرة، ونحن نأمل أن تتمكن التشكيلات المسلحة للمعارضة المعتدلة من التعامل مع الوضع في هذه المنطقة المتأزمة واستعادة الاستقرار بقواتهم الخاصة”، لافتاً إلى أن روسيا مستعدة للمساعدة في “تحييدهم إذا لزم الأمر”.
وهو ما رفضه “الجيش الحر” بتشكيلاته المختلفة، فقال المسؤول السياسي في “الجيش الوطني”، مصطفى سيجري، لصحيفة الحياة: إن “روسيا في نظر الشعب السوري وجيشه الحر تعتبر أكبر داعم للإرهاب في سورية، عبر دعمها الأسد في جرائمه ضد الشعب السوري، ودعمها الميليشيات الإرهابية الإيرانية والميليشيات الطائفية العراقية والافغانية وتأمين التغطية الجوية لكل أعمالهم الاجرامية بحق المدنيين”. ورأى سيجري أن “التصريحات الروسية دائماً كانت مبنية على الكذب والخداع، بهدف التضليل وتحقيق مكاسب سياسية لنظام الأسد”، مشيراً إلى أن “روسيا لم تستهدف يوماً أياً من مقرات جبهة النصرة أو تنظيم داعش، بل كانت دائماً تستهدف مقرات ومعسكرات الجيش السوري الحر والمستشفيات والمدارس والجامعات والمرافق العامة ومؤسسات المعارضة، ومؤسسات المجتمع المدني”، مشدداً على أنه “لا يمكن أن يكون بيننا وبين الروس أي تعاون عسكري”.
في الأثناء؛ حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال جلسة لمجلس الأمن، أمس الخميس، كلاً من نظام الأسد وفصائل المعارضة على مضاعفة الجهود بهدف تفادي نشوب معركة في محافظة إدلب، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب.
وقال غوتيريش في تقرير استعرضته “لينا جراني” مديرة العمليات في الشؤون الإنسانية الأممي أمام مجلس الأمن: “أحث جميع الأطراف على مضاعفة جهودها لتفادي نشوب معركة عسكرية في إدلب يخشى أن تتسبب في دوامة من المعاناة الإنسانية على نطاق لم يشهد بعد في هذا النزاع الفظيع، ويمكن أن تترتب عليها آثار في جميع المنطقة”.
وشدد غوتيريش على أن حياة الملايين من المدنيين ورفاههم يتوقفان على احترام الأطراف لقواعد الحرب، وإلى الجهود الرامية لضمان تخفيف التوتر في إدلب، والمناطق المحيطة بها.
وتأتي تحذيرات غوتيريش في الوقت الذي تواصل فيه قوات الأسد تصعيدها العسكري على مناطق “الهدنة” بإدلب وجوارها، من خلال قصف يومي يودي بحياة مدنيين، خصوصاً في ريف إدلب الجنوبي والشرقي، وفي هذه المنطقة بالتحديد يحشد النظام مزيداً من قواته وميليشياته، وفق ما أكده العميد المنشق أحمد رحال، الذي قال يوم أمس “رتل من الفيلق الخامس الأسدي يتحرك من درعا لريف حماة، وتحشدات إيرانية وأسدية بمطاري حماة وأبو الضهور”.
الولايات المتحدة من جهتها؛ نعت مسار أستانا ومخرجاته بالكامل، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، إن مباحثات أستانا وسوتشي وصلت إلى طريق مسدود، مشيرة إلى أن مباحثات جنيف تشكل أهمية حيوية من أجل تشكيل لجنة صياغة الدستور ووقف حالة التوتر والصراع في سوريا. وأكدت نويرت بأن بلادها ستواصل التعاون مع الأمم المتحدة والأطراف الأخرى لتخفيف التوتر في سوريا ومواصلة وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.
Sorry Comments are closed