ياسر محمد – حرية برس
رحب إعلاميون ومثقفون وناشطون بالمظاهرات التي عبرت من خلالها مؤسسات تونسية وشخصيات مستقلة عن رفضهم لزيارة ولي العهد السعودي؛ محمد بن سلمان؛ لتونس، أمس الثلاثاء، واعتبروا هذه المظاهرات ثمرة من ثمرات الثورة التونسية التي أفضت إلى ضمان حق التعبير والتظاهر السلمي.
إلا أن اللافت وغير المفهوم هو أن جلَّ المعترضين على الزيارة، والذين برروا اعتراضهم بأن ابن سلمان “مجرم” يجب محاكمته لا استقباله كملك، وقفوا بإصرار إلى جانب سفاح العصر، بشار الأسد، المسؤول الأول عن قتل وتشريد واعتقال ملايين السوريين!.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات والمنشورات حول هذه المفارقة، فكتب الصحفي في التلفزيون العربي، وائل تميمي: “مظاهرات تونس ضد محمد بن سلمان سابقة مهمة جدا لا تستطيع الحكومة منعها لأن حق التظاهر مكفول، كفلته الثورة وهذا مكسب عظيم.. لكن، كيف يمكن لمتظاهر ضد القاتل بن سلمان أن يؤيد، في نفس الوقت، القاتل الأكبر بشار الأسد؟ ما التفسير: جهل، شيزوفرينيا، أم ايديولوجية مستفحلة أخذت عقل صاحبها؟”.
https://twitter.com/WaelTamimi/status/1067411080446689280
وفي المعنى نفسه، تساءل الناشط الحقوقي السوري رامي عساف: “كيف يتظاهر التونسيون ضد شخص بحجة أنه قتل شخص واحد، ويؤيدون بشار الأسد الذي قتل مئات الآلاف!!”.
وكانت نقابة الصحفيين التونسيين، أصدرت بياناً رافضاً للزيارة، فضلاً عن أحزاب “التكتل الديمقراطي”، و”التيار الشعبي”، و”التيار الديمقراطي”، كما خرجت مظاهرات شعبية على مدار الأيام الماضية تستنكر الزيارة، تزامناً مع انتشار وسم #زيارة_المنشار_عار.
الصحفي محمد كريشان، وجه انتقاداً لاذعاً لنقابة الصحفيين التونسيين، وقال في منشور على “تويتر”: “يا نقابة الصحافيين التونسيين… ترفضون زيارة أبي منشار … ويلتقي رئيسك في دمشق ببشار…؟؟!!! يا عيب الشوم!!”.
https://twitter.com/MhamedKrichen/status/1067377431466651650
وتعتبر نقابة الصحفيين التونسيون المحرك الأول ضد زيارة بن سلمان لتونس، مع أن رئيسها زار دمشق مؤخراً ضمن وفد نقابي والتقى رأس النظام بشار الأسد!.
وأثار لقاء نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري، برأس النظام بشار الأسد، الاستغراب والاستنكار، إذ اعتبره بعض الإعلاميين غير متناسق مع مواقف نقيب الصحافيين الرافضة لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس باعتبار الشخصيتين متسببتين في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ولحقوق الصحافيين. فكتب الإعلامي التونسي علاء زعتور: “نحن، معشر الصحافيين، أول المطالبين بانسجام المواقف. لا يمكن أن تترأس هيكلاً نقابياً يتصدر التحركات الاحتجاجية ضد زيارة بن سلمان، ثم نجد، صدفة، صوراً للقاء مع بشار الأسد”.
وقال الإعلامي سمير ساسي: “المشكل ليس في نقيب الصحافيين فقط بل في هذه المنظومة المدنية المنافقة التي ترى الإجرام في جانب ولا تراه في آخر.. فما الذي يميز بشار عن بن سلمان.. واحد ذو منشار وآخر ذو براميل، واحد يقود سياسة رعناء ضد شعبه وضد أطفال اليمن وآخر يقتل شعبه لفائدة طائفته، واحد يبيع ثروة بلاده والأمة لفائدة العدو الصهيوني والأميركي والآخر لفائدة الاحتلال الإيراني والروسي”.
يذكر أن احتجاجات تونس هي الأولى من نوعها على المستوى العربي، شجع عليها مادة دستورية تبيح التظاهر السلمي، وكذلك فتور العلاقات السعودية – التونسية بعد ثورة عام 2010.
Sorry Comments are closed