– الرصاصة: بتعجب وذهول سألتها “كيف استطعتِ أن تحصلي على كل هؤلاء المعجبين!؟”
– الكلمة: لا يحتاج الأمر إلى كثير من التعب، فقط عليكِ أن تدخلي قلوب وعقول الناس ثم لا تتركيها حتى وضع أثركِ فيها.
– الرصاصة: هذا ما أفعله؛ فأنا أستطيع دخول أي قلب وعقل وأخرج منه وقد تركت فيه أثراً كبيرا.
– الكلمة: الفرق بيني وبينكِ كبير جداً، فإنني إذ أدخل العقول والقلوب بقصد إحيائها وأنتِ تدخلينها بقصد قتلها.
– الرصاصة: ولكنّي أسرع منكِ وإذا انطلقت لا يستطيع أحد ايقافي وأستطيع الوصول لمسافات بعيدة.
– الكلمة: لا يمكن أن تكوني أسرع مني، فمن لحظة خروجي أستطيع الوصول إلى أقصى الأرض. فهل يمكنكِ عبور الطرقات أو البلدان دون أن تقفي عند أول حاجز؟
– الرصاصة: رغم صغر حجمي فإن شكلي جميل ومحبب لدى الكثير من الناس ولا يحملني إلا القوي.
– الكلمة: لا يعشقكِ إلا من يهوى القتل وهذا إما أن يكون مجرماً أو صاحب سلطة، بينما ترينني في بيوت الفقراء والأدباء.
– الرصاصة: يدفعون لأجل صناعتي وشرائي الكثير من الأموال وهذا يدل على أهميتي وعدم القدرة على الاستغناء عني.
– الكلمة : أما أنا فقد دفع الكثير من الناس أرواحهم من أجلي فخلدت ذكراهم رغم بساطتهم ومازالت كلماتهم تتنقل من مكان لآخر.
– الرصاصة : عندما يعلو صوتي فلا صوت فوقه ولن تستطيعي إسكاتي.
– الكلمة: صوتك القوي ليس دليلاً على امتلاككِ للحق، فقد صنعتِ لإسكاتنا لخوف أصحابك من قوتنا.
– الرصاصة: ماذا يستفيد الناس منكِ غير الوهم والأمنيات؟ أما أنا فقد غيرت التاريخ وصنعت دولاً لا تقهر.
– الكلمة: يكفي أني أدل على الحكمة وأن التاريخ الذي غيرته أنتِ أعدت بناءه من جديد وهذا ما لا يمكنكِ القيام به.
– الرصاصة: دائماً ما تكونين مرمية على الأرض في الشوارع دون أن ينتبه إليكِ أحد، بينما أنا أكون مغلفة ويحافظون علي كشيء ثمين.
– الكلمة: عندما أكون قد رميت على الأرض فهذا لا يعني أني عديمة الفائدة بل أكون قد أديت واجبي، أما أنتِ فسواء كنتي مغلفة أو مصنوعة من معادن ثمينة فلا تتجاوز قيمتك ثمن هذا المعدن.
– الرصاصة: لولاي لما استطاع أحد تحرير بلده أو كسب مناطق جديدة، فهل تستطيعين أن تحرري البلاد بحروفك وطرد المستعمرين؟
– الكلمة: إن سبب الإستعمار هو الجهل والطمع والجشع فلو أنهم استخدموني لما وجد الإستعمار ولما كانت هناك حاجة لاستعمالك.
– الرصاصة: أستطيع قتلك بكل بساطة.
– الكلمة: نعم تستطيعين لأنكِ تعلمين أنه لا سبيل لإسكاتي غير قتلي ولأن تفكيركِ لا يتجاوز حدود رأسك الضيق، وفي لحظة تبعثر حروفي ستولد منها كلمات أخرى، بينما سيكون مصيركِ الصدأ ثم الزوال.
Sorry Comments are closed