فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
في مكانٍ لا يصلح للسكن، وعلى بعد 15 متراً من وادي غزة الذي تصب بداخله مياه الصرف الصحي، تعيش عائلة سورية مكونة من سبعة أفراد داخل عدد من الكرفانات تحيط بها صفائحٌ حديدية، مغطاة بسقف من النايلون المدعومة بألواح خشبية وسط قطاع غزة.
وقال السوري ’’عمر الحوارني‘‘ المعيل للأسرة والعاطل عن العمل في حديثه لـ “حرية برس”، إن ’’الأحداث في سوريا وانتشار القناصة بشكل مكثف داخل مدينة درعا السورية، والتي تقتل كل شخص يسير في أحد شوارع المدينة هناك، إلى جانب الفوضى واستشهاد أخي بتلك الأحداث الذي لم أرى جثمانه بفعل البراميل المتفجرة من قبل النظام السوري الملقاة على المواطنين المدنيين في درعا حسب الرواية التي أخبرني بها أحد أقاربي هناك‘‘.
وأصاف الحوراني، ’’بفعل الأحداث والصراعات الدائرة في سوريا، والضغط من أخي الذي جاء قبلي إلى قطاع غزة في العام 2011، قررت الذهاب أنا وعائلتي إلى غزة، من أجل الهروب من واقع الدمار والقصف الذي خلفته تلك الصراعات هناك، فجئت إلى غزة للعيش بكرامة وتوفير الأمان والحياة لعائلتي‘‘، على حد وصفه.
وبكلمات يملؤها الحزن والحسرة على فراق المنطقة التي عاش فيها طفولته وشبابه وأيامه الجميلة في سوريا، إلى جانب عمله، يضيف الحوراني، ’’الوضع في قطاع غزة لا يرثى له فحياتي في درعا كانت أفضل حالاً من العيش هنا، حيث كنت أعمل في مدينتي مع والدي في جمع (الخردة)، بـ2000 ليرة سورية، والتي كانت تكفيني أنا وأسرتي لسد احتياجاتهم اللازمة والضرورية لهم‘‘.
وأوضح اللاجئ السوري، ’’سكنت في قطاع غزة داخل كرفانات متنقلة من مكان إلى أخر، وعملت في أحد المصانع لبيع منتجات الألبان ومشتقاته، ذات الدخل المتدني جداً 400 شيكل، والساعات الطويلة في العمل، مما دفعني لترك العمل الذي لا يوفر قوت يوم لعائلتي المكونة من 7 أفراد‘‘، مبيناً أن الجهات المعنية والجمعيات الخيرية اكتفت فقط بتقديم المساعدات العينية لهم كالملابس والخزانة وغير ذلك، واليوم هو عاطل عن العمل‘‘.
بدورها، أشارت الزوجة ’’إيمان الحوراني‘‘، إلى ظروف العيش داخل تلك الكرفانات المتآكلة لكثرة نقلها من مكان لأخر، إضافة إلى القوارض والحشرات التي تدخل تلك الغرفة باستمرار نتيجة قرب المكان من منطقة وادي غزة، لافتةً إلى الدور الضعيف من قبل المؤسسات الحكومية من أجل توفير مسكن لهم، حيث أن عدداً من العائلات السورية قد حصلت على شققٍ سكنية إلا هم لم يتقاضوا أي شيء حتى الآن، على حد تعبيرها.
وأوضحت الحوارني، أن ’’عدد من العائلات السورية المتقدرة التي جاءت إلى قطاع غزة، قد غادرت نتيجة الوضع المعيشي والاقتصادي الصعب، فضلاً عن انعدام فرص العمل‘‘، موضحةً أن جهات حكومية عاملة بغزة أقفلت الأبواب في وجه تلك العائلات.
وأكدت الحوراني، أن أطفالها يعانون من أمراض مستمرة، كالأنفلونزا والأمراض في عيونهم مثل الأمراض الوراثية، بفعل البرد القارس في ساعات الليل، إلى جانب قرب المكان من وادي غزة المليء بالقوارض والحشرات الزاحفة، لافتةً إلى أن الدعم اقتصر على المساعدات العينية من قبل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين في بداية الأمر، لكنها توقفت.
وتأمل العائلة السورية المهجّرة من محافظة درعا والتي تسكن في أرض حكومية تتبع لسلطة الأراضي وسط قطاع غزة، بقديم يد العون والمساعدة من قبل الجهات المعنية والمؤسسات الخيرية في قطاع غزة والدول العربية، وتوفير مسكن صحي لهم بعيداً عن وادي غزة، من أجل تحسين وضعهم المعيشي السيء، وإنقاذ حياتهم التي يهددها الفقر الشديد، إلى جانب توفير عمل للزوج العاطل عن العمل.
Sorry Comments are closed