محمود أبو المجد – حلب – حرية برس:
باتت أسواق البازار المتنقلة قبلة المدنيين في أرياف مدينة جرابلس شرقي محافظة حلب، بديلاً ممتازاً عن سوق المدينة، حيث يتنقل السوق من مكان لآخر في ريفي المنطقة الغربي والجنوبي.
وقال ’’حسام‘‘ أحد تجار البازار في حديثه لحرية برس، ’’نتنقل كل يوم من قرية لأخرى، حيث تم التنسيق بيننا نحن الباعة المتخصصين، بزيارة القرى وتحديد يوم محدد لكل قرية‘‘.
وأشار حسام إلى أن ’’البازار يكون مركزياً، أي على سبيل المثال نتواجد في قرية عين البيضا لتشمل القرى المحيطة بها ويبدأ الناس بالتوافد للسوق، وغالبية الزبائن من النساء لأن العادات الريفية تختلف عن المدينة ولا تخرج المرأة للمدينة إلا في حالات خاصة‘‘، حسب وصفه.
بدوره، أضاف ’’سليمان مستو‘‘ وهو تاجر ملابس، أن الأسعار في البازار منخفضة عن أسعار السوق في مدينة جرابلس، و هذا يعود لعدة أسباب وهي أن المحال التجارية بالمنطقة غالبية أصحابها غير مالكين لها، إنما يدفعون أجرة ما يقارب 150 دولاراً، وهذا ما يدفع المستأجرين لرفع نسبة الأسعار في السلع أياً كان نوعها‘‘.
وأوضح مستو أنه في النهاية المواطن هو من يدفع الفرق، والسبب الآخر يعود لانخفاض أسعار السلع في أسواق البازار، حيث أن التجار يشترون سلعهم من المصدر مباشرة والأرباح التي يزيدونها على السلع تكون أقل.
من جهته، قال أحد مدنيي قرية يوسف بيك في ريف جرابلس الغربي، إن الفارق كبير في السعر بين البازار وبين سوق المدينة، ضارباً مثال الألبسة الشتوية حيث اشترى ملابس لأولاده الثلاثة من البازار بسعر 7 آلاف ليرة سورية، مؤكداً أنه كان دفع ثمنها 25 ألف ليرة سورية إن اشتراها من أسواق المدينة.
وأشار لأهمية سوق البازار كونه يوفر الكثير من الجهد والتعب على المدنيين، كما أنه يمكن للمواطن شراء ما يحتاجه من مواد على مدار اسبوع كامل، وذلك لانه لا يوجد مواصلات بين المدينة والريف، وهذا ما جعل لأسواق البازار أهمية كبيرة.
’’أم نضال‘‘ نازحة تقطن مخيم عين البيضا في ريف جرابلس الجنوبي تقول: ’’إن سوق البازار قريب من المخيم وغالبية نساء المخيم يذهبن لشراء الأغراض المنزلية المهمة، حيث تذهب النسوة مع بعضهن البعض بهدف الحصول على السلع‘‘، مؤكدةً أن البازار كان له تأثير كبير إيجاباً على المدنيين بشكل عام.
هذا ويتبع لمدينة جرابلس شمال محافظة حلب، أكثر من خمسين قرية في الريفين الجنوبي والغربي، ويتواجد فيه الآلاف ممن هجّروا من مدنهم وقراهم على يد نظام الأسد وروسيا.
عذراً التعليقات مغلقة