أمجد الساري – حرية برس:
تعثرت المفاوضات الجارية بين تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من جهة ومليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من جهة أخرى، بشأن إخراج المدنيين من مناطق سيطرة التنظيم شرقي الفرات بحسب ما أفادت مصادر خاصة لـ”حرية برس”.
وأوضحت المصادر أن “المفاوضات التي جرت خلال اليومين الماضيين، لم تثمر عن أي نتيجة بسبب تمسك كل طرف بشروطه وعدم الموافقة على شروط الطرف الآخر”.
وذكرت شبكة “فرات بوست” المحلية أن “تنظيم الدولة اشترط فتح الطريق الواصل بين بلدة البحرة ومدينة هجين لخروج المدنيين من مناطق سيطرته، الأمر الذي قوبل بالرفض من جانب مليشيا قسد التي اشترطت خروج المدنيين من معبر الشعفة – العلوني، إلا أن التنظيم لم يوافق على طلبها”.
وعقب انتهاء المفاوضات بين الطرفين، شنت طائرات التحالف الدولي عشرات الغارات الجوية على حي الحوامة داخل مدينة هجين، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي استهدف باقي الأحياء، كما شنت طائرات عراقية عدة غارات جوية استهدفت منازل المدنيين في بلدتي السوسة والباغوز.
ويعاني المدنيون داخل مناطق سيطرة التنظيم حصاراً مزدوجاً من قبل عناصره وعناصر مليشيا “قسد”، في ظل انعدام كافة مقومات الحياة، وفقدان معظم المواد الأساسية وخاصة مادة “الطحين” التي فُقدت قبل أيام، مما ينذر بحدوث كارثة إنسانية للمدنيين المحاصرين إذا لم يتم تأمين ممرات آمنة لخروجهم أو رفع الحصار عنهم.
وعمد تنظيم الدولة خلال الأيام الماضية إلى ابتزاز المدنيين المحاصرين، بطلب مبالغ مالية كبيرة بغية إخراجهم من طرق للتهريب إلى خارج مناطق سيطرته، وهي طرق خطيرة جداً ومليئة بحقول الألغام التي زرعها التنظيم في محيط المناطق التي يسيطر عليها.
الجدير بالذكر أن عشرات الآلاف من المدنيين يتواجدون داخل آخر جيب يسيطر عليه تنظيم الدولة شرقي الفرات، ويعانون أوضاعاً إنسانية كارثية للغاية بسبب استمرار الحصار الخانق، واستمرار العمليات العسكرية على المنطقة، واستمرار القصف العنيف والمتواصل من قبل طائرات التحالف الدولي، الذي خلف عشرات المجازر بحق المدنيين سقط فيها مئات الضحايا، منذ بدء المعركة التي أطلقتها مليشيا “قسد” بدعم من التحالف الدولي ضد التنظيم بغية طرده من آخر معاقله شرقي سوريا.
Sorry Comments are closed