نظام الأسد يغلق مشفى “السل” بالغوطة الشرقية

فريق التحرير20 نوفمبر 2018آخر تحديث :
صورة تظهر ضخامة بناء مشفى السل في بلدة كفربطنا في الغوطة الشرقية – أرشيف – حرية برس©

أمير أبو جواد – حرية برس:

أصدرت مديرية الصحة التابعة لنظام الأسد في ريف دمشق، قراراً بإغلاق مشفى “السل” في بلدة كفربطنا، إضافة إلى مصادرة كافة معداته ومحتويات المستودعات، بعد أشهر من تهجير أهالي الغوطة الشرقية نحو الشمال السوري وسيطرة قوات الأسد عليها.

ويعتبر مشفى “السل” أو كما يسيميه أهالي الغوطة الشرقية “الكهف” أحد أكبر النقاط الطبية التي كانت تعين المدنيين ويعالج فيها الجرحى والمصابين في الغوطة الشرقية خلال سنوات الحصار التي فرضها نظام الأسد على المنطقة قبل السيطرة عليها وتهجير أهلها، وهو مستشفى مركزي لضخامته وجودة تجهيزاته من غرف العمليات والاستشفاء إضافة إلى وجود قسم لرعاية الأطفال ومركز للعيادات الشاملة داخله.

وجاء قرار مديرية الصحة التابعة لنظام الأسد كخطوة انتقامية إضافية من المشفى والكادر الذي كان يقدم الخدمات لآلاف المحاصرين والمصابين قبيل الاجتياح، بعد أن شنت قوات الأسد وأجهزته الأمنية حملة اعتقالات بحق الكادر العامل في المشفى طالت ممرضين وأطباء وفنيين وعمال كان آخرهم المسؤول الإداري الطبيب “خالد الدباس”.

وأفاد مصدر خاص لـ”حرية برس” بأن “مجموعات مسلحة تابعة لعيل قوات الأسد “بسام ضفدع” قامت بسرقة مستودعات المستشفى فور خروج مقاتلين الجيش الحر من المدينة أثناء الاجتياح قبل أن يهجروا نحو الشمالس السوري.

وقد شهد المشفى استهدافات متكررة من قبل طائرات ومدفعية قوات الأسد ومليشياته وطائرات العدوان الروسي على طول خمس سنين عاشتهم مدن وبلدات الغوطة الشرقية تحت الحصار والقصف، مما اسفر عن ارتقاء العديد من الكوادر الطبية العاملة فيه بين شهيد وجريح.

وعمل الكادر الطبي والصحي وفرق الانقاذ والاسعاف في الغوطة الشرقية بالتعاون مع الفعاليات الأهلية والمجالس المحلية خلال فترة الحصار والقصف، على تحصين المشفى وحفر العديد من الأنفاق ونقل غُرف العمليات إلى تحت الأرض، وكانت عدة منظمات دولية تعنى بالشأن الطبي تقدم الدعم اللازم لاستمرار عمل المشفى.

الجدير بالذكر أن قوات الأسد ومليشياته استطاعت السيطرة على الغوطة الشرقية في الثاني عشر من شهر نيسان الماضي، عقب اجتياح كان الأعنف منذ بدء الثورة السورية ارتكبت خلاله قوات الأسد وطائرات العدوان الروسي عشرات المجازر بصواريخ الطائرات وقذائف المدفعية والأسلحة المحرمة دولياً إضافة إلى هجمات بالأسلحة الكيميائية راح ضحيتها عشرات المدنيين جلهم من الأطفال والنساء، انتهت بتهجير أهالي الغوطة نحو الشمال السوري، حيث عملت أجهزة أمن نظام الأسد منذ اليوم الأول من خروج فصائل المُعارضة على مُلاحقة العاملين في المجال الطبي والمنظمات الانسانية ومنظمات المجتمع المدني واعتقالهم، وكان منهم من كان شاهداً على مجزرة الكيماوي ووثقها، في محاولة لتغييب الحقيقة وإخفاء مئات المجازر والانتهاكات بحق أهالي الغوطة الشرقية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل