* عزمي بشارة
1. إذا خيِّر الناس البسطاء عند التصويت فإنهم يفضلون المشاركة في المنافع دون الأعباء. ولكن هذا التخيير خاطئ من أساسه. فليس في الدنيا خيارات من هذا النوع.
بريطانيا تريد منافع أوروبا دون اعباء الهجرة الداخلية الأوروبية وحرية الحركة والعمل وغيرها. سوف تفاوض لاحقا لغرض الحصول على المنافع دون الأعباء. ولكنها سوف تفشل في ذلك.
2. إذا خيرت الناس عند التصويت بين هوية وطنية منغلقة، نحن أم الآخرين، فإنهم يختارون “نحن”، ولكن التخيير بين بديلين بهذا الشكل من أصله غير صحيح ولا أساس له في الواقع المعاش. ومن هنا رخص الدعاية الوطنية الشوفينية وديماغوغيتها.
3. الناس التي تتعامل مع الأجانب صوتت عموما ضد الانسحاب (لندن مثلا)، الناس الذين خوفوا الآخرين من الأجانب هم الذين لا يحتكون بهم، وهم الأقل “تضررا” منهم. هؤلاء صوتوا من أجل الانسحاب. لا تبحث عن المنطق حين تشتغل الشعارات وتشتعل الغرائز.
4. الشباب عموما مع التواصل وتجاوز الحدود (75% منهم صوتوا مع البقاء في الاتحاد)، لكن الجيل القديم يصادر مستقبل الجيل الجديد بترسيمها.
5. التصورات التاريخية الاسطورية لبلد من البلدان وشعب من الشعوب تلعب دور تحديد هوية الناس, ولا يبذل جهد كاف في تفنيد الأساطير والخرافات عن التاريخ الذاتي، والتي تعلق في الذاكرة الجماعية وتشكل الهوية، تسهم لاحقا في تحديد السلوكيات السياسية عند المفترقات الكبرى.
* نقلاً عن صفحة الدكتور عزمي بشارة على الفيسبوك
عذراً التعليقات مغلقة