محمود أبو المجد – حرية برس:
يُقدم المهجّرون من مناطقهم التي احتلها نظام الأسد، إلى مدينة جرابلس شرقي حلب، على بناء منازل طينية قديمة، وذلك لعدة أسباب أهمها التخلص من معاناة السكن في خيمة، وخاصةً مع قدوم فصل الشتاء.
وأوضح ’’حمزة التدمري‘‘ وهو نازح من مدينة تدمر شرقي حمص في حديثه لحرية برس، بأنه تهجّر منذ 4 سنوات من مدينته بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘ على المدينة واشتداد المعارك فيها، إضافة إلى القصف المكثف الذي طال المدينة، حتى استقر به الحال في ريف مدينة جرابلس.
وأضاف التدمري أن بداية سكنه كانت في خيمة، ولكن مع سوء الأحوال وبداية كل شتاء، حيث تتساقط الأمطار بغزارة وتدخل للخيمة وتغرقها، عدا عن الرياح القوية التي تقتلع أجزائها، اضطر لبناء منزل طيني، موضحاً أنه ليس لديه قدرة على بناء منزل بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء.
وأشار الشاب المهجّر من حمص إلى أن بناء المنزل المكوّن من غرفة ومطبخ وحمامات تبلغ تكلفته ما يقارب مليون ليرة سورية ونصف.
وشدد التدمري على أن غلاء أسعار مواد البناء هو مادفعه لبناء منزل من الطين بطريقة تراثية قديمة، حيث وجد في هذه الطريقة الوسيلة الأنجح للوقاية من برد الشتاء وحر الصيف، لافتاً إلى أنها غير مكلفة.
بدوره، أوضح ’’غسان‘‘ وهو مهجّر من ديرالزور طريقة صنع البيت الطيني، قائلاً: ’’يتم تجميع التراب المخصص للبناء وخلط رقاقات خشبية صغيرة معه بعد خلطه بالماء، ويتم وضعه في قوالب مخصصة في الشمس، وبعد أن يجف يتم البناء‘‘.
ويرى ’’غسان‘‘ أن نسبة المهجرين الذين يعتمدون على هذه الطريقة باتت تزداد مع ازدياد أعدادهم من جهة، وفقدانهم الأمل بتحسين وضعهم المعيشي من قبل المعنيين من جهة آخرى.
من جهته، قال المهندس المعماري ’’عبدالرحمن هلال‘‘، إن البيوت الطينية هي طريقة تقليدية، لكنها في الوقت ذاته هي ناجحة، ومن مميزاتها أنها تعطي برودة في فصل الصيف وحرارة في الشتاء، خصوصاً مع انقطاع تام للكهرباء، كما أنها غير مكلفة في ظل الظروف المعيشية السيئة للمهجرين وكثرة البطالة.
يشار إلى أن مدينة جرابلس استقبلت الآلاف من المهجرين قسرياً من مناطقهم بعد احتلالها من قبل نظام الأسد وروسيا، فيما يقطنون المخيمات ويعيشون ظروفاً إنسانية صعبة تزداد صعوبة مع هطول الأمطار بكل شتاء.
عذراً التعليقات مغلقة